الفصل الخامس✿ «من أنت؟»

162 10 46
                                    

صباح يوم جديد وحياة جديدة وروتين يومي جديد.
استيقظت الأميرة بكل سعادة ونشاط وقامت بجسدها الرشيق بخفة من فراشها تركض للمرحاض لتتوضأ وتستعد لصلاة الفجر، بينما ناهد التي استيقظت وارتدت «الاسدال» الخاص بالصلاة وتوجهت لحجرة ابنتها لتُيقظها ولكن وجدتها فعلت ذلك بنفسها وتزامنًا مع دلوفها حجرتها خرجت هي من المرحاض وماء الوضوء يتساقط من أطراف جسدها وعندما وقعت عيناها على أمها ابتسمت وقالت: صباح الخير يا أحلى ماما في الكون، إيه اللي مصحيكِ دلوقتي؟

ردت عليها بابتسامة مثلها: صباح النور يا قلب ماما، أكيد لازم أصحى بدري مش بنوتي النهاردة أول يوم في شغلها لازم أصحى معاها من أول اليوم ونجهز نفسنا فيه سوا، وبعدين يعني إنت فاكرة إنك الوحيدة اللي بتصلي الفجر حاضر، على فكرة أيام ما كانت جدتك عايشة كنت أنا اللي بصحيها، الله يرحمها بقى لو كانت هنا كانت قالت لك.

شعرت شهد بصوت أمها الذي أصبح متحشرج من كتمة الدموع فشعرت أيضًا شهد برغبة عارمة بالبكاء فها هي تنتبه لحالتها الأن وهذا أول يوم لعملها ولا تشاركها جدتها كما كانت تشاركها كل أوقاتها المميزة، أفاقت من شرودها وأمها تحتضنها بشدة وتبكي وهي تقول: كانت كل يوم في صلاة الفجر تدعي لك وتقول لما تيجي هعوضها على الغيبة الطويلة دي متعرفش إنك هترجعي وهي هتبقى مش موجودة.

شددت شهد من احتضانها وهي تبكي رغمًا عنها، كانت ترغب في تهدئة أمها ولكن وجدت نفسها تشاركها حالتها وربما أسوء، أفاقتا مما كانتا عليه صوت المؤذن ينادي باقامة الصلاة ويحث الناس على تأديتها فابتعدتا عن بعضهما ومسحتا وجههما ونظرت شهد أولًا لوالدتها وهي تقول بابتسامة واسعة صاحبتها بنبرة مرحة لتهون عليها: جرا إيه يا نانو أنتِ جاية عشان تشاركيني يومي وتخليه يوم مميز وسعيد ولا جاية تنكدي عليَّ؟

نظرت لها بأسف لما فعلت فها هي تفعل عكس ما كانت تريد تمامًا فقالت لها معتذرة: حقك عليَّ يا شهد محستش بنفسي والله بس يوم زي ده أكيد جدتك كان نفسها تحضره، كانت دايما بتدعي لك ودعواتها أكيد عايشة معاكِ، رغم إن صاحبتها مش موجودة بس ربنا مش هيضيع دعواتها أكيد، وأنا كمان هدعي لك، أنا عندي كام بنت عشان أدعي لها ربنا يوفقها ويسعدها؟

قالت ناهد أخر حديثها وهي تحاوط وجه شهد التي ابتسمت وخلف جفونها دموع عالقة جعلت من عينيها حبة لؤلؤ في صدفتيها الواسعتين، قبَّلتها ناهد على جبينها بحنان أمومي ونظرت لعيناها الجميلتين وقالت: إيه مش ناوية نصلي بقى ولا هنضيع الفرض علينا، يلا خلي ربنا يبارك لنا في يومنا.
أومأت لها شهد وأدتا الفرض ولم تنسى شهد أن تدعي لجدتها بالرحمة وبأن يوسع قبرها ويريحها في الأخرة كما كانت تريحها في الدنيا وأكثر.
----------❥

بعد تناولها فطورها خرجت من الڤيلا بعد أن التفت ذراعيهما في عناق عميق كانت فيه ناهد تدعو بكل ذرة إيمانٍ بداخلها أن يحمي ابنتها ويوفقها في أول يوم عمل لها.

وهَوى القلبُ في هَواهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن