الفصل الثالث

345 11 0
                                    

الفصل الثالث........

ساعدها بارتداء معطفها وعندما خرجا لفح وجهها الهواء وشعرت بالبرد وعندما صعد الى جانبها في السيارة تجنبت النظر اليه واغمضت عينيها دون ان تلتقي عينيه عندما قال بنبرة فاترة: "لماذا انت مضطربة؟... اشعر بعدم ارتياحك....... عليك ان ترتاحي برفقتي يا سارة فبالأول والأخر سنعيش تحت سقف واحد ونرى بعضنا يوميا وبكل الأوقات.... عند الصباح والمساء..... لذلك عليك ان ترتاحي معي"

ارعبتها تلك الكلمات وشعرت بمحاصرة تراه صباحا ومساء وتعيش معه..... هذا خطر.... خطير جدا..... ان عودة عاصم قلبتها رأسا على عقب وجعلتها مترددة خائفة ...... كانت شبه واثقة من نفسها لكنها الان بالذات تشعر بالضعف والخواء.... انها ضائعة.

أسندت جانب وجهها على النافذة الرطبة ونظرت في الظلام الذي تتخلله الانوار البعيدة.... هناك قوة زعزعت قلبها من مكانه واعتراها شعور بالندم والتسرع...... انها معجبة للغاية بشخصية عاصم الراسي وذلك حاصر قلبها واوقفه عند حده.


بعد مرور أربعة اشهر....... قالت باضطراب وانفاس غير منتظمة: "نعم انا جادة لكني خائفة... قلقة للغاية وعلي ان اخطو تلك الخطوة لكن ليس لدي الشجاعة"

ليال وبتأثر: "حذرتك مرارا.... ان ما تفكرين به له اثار وخيمة على حياتك وحياة طارق"
سارة وبتعب: "غير قادرة على مواجهته.... كيف لي ان أقول له انتهى ما بيننا.... انه صعب وبنفس الوقت لست قادرة على المواصلة والاستمرار.... انا اختنق ان طارق يتأهب لحفل الخطوبة ومثل ذلك الاعتراف سيكون صدمة له"
ليال وبتفكير: "عليك مفاتحة عاصم بذلك.... لايمكنك الاحتفاظ بمشاعرك نحوه العبأ أصبح ثقيلا عليك"

ادارت وجهها واحتقنت عينيها وهي تقول بصوت خافت: "افاتحه؟ كيف لي ذلك لا اجرؤ.... ان عاصم يحيرني..... انا واثقة انه يبادلني المشاعر لكنه لم ينطق بكلمة تدل على ذلك.... انه محتار أكثر مني ان الامر بغاية الصعوبة"

قطبت ليال جبهتها الناعمة وقضمت القلم وقالت بتفكير: "سارة حبيبتي انهي عذابك بيديك.... الصراحة أفضل الحلول....... أخبري طارق إنك غيرت رأيك ولا تريدين الارتباط به.... ذلك سيكون مؤلم لكن ارحم من الخداع صدقيني الصدمة ستزول بمرور الوقت وسرعان ما سينساك"
عضت على شفتها وهزت رأسها قائلة : "لا.... اتخيل ردة فعله... لا اسامح نفسي ابدا ان تعرض لازمة جديدة بسببي"

.................................................. .........

في حديقة قصر الراسي كانت تتطلع بعيني عاصم وهي تتحدث مع طارق وعذبها فتوره وبروده انه هادئ اكثر مما ينبغي وكأن لا مشاعر تجمعهما!

عليها ان تستجمع شجاعتها وتعترف..... قال طارق وهو يداعب يدها برفق: "سارة عليك مرافقة عاصم اليوم لانتقاء فستان الخطوبة .... ان عاصم يمثلني وانا اثق بذوقه ورفقته لك"
صدمها كلامه وابعد عاصم بصره بطريقة آلية الى الناحية الأخرى وابعد السيجارة عن شفتيه ببطء وبسبب بروده اومأت موافقة وسحابة من الحزن مرت على محياها.... ان عاصم لا يحرك ساكن.

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن