الفصل الرابع والثلاثون.......
امسكتها من معصم يدها واخذتها الى غرفة عارف المقفلة وادارت المفتاح ببطء وهي تقول: "يوجد يا سارة طريق للخلاص"
وادخلتها الى داخل الغرفة التي تعبق منها رائحة الزهور وفتحت الدرج واتسعت عيني سارة على اشدهما عندما أخرجت مسدس عارف ووضعته بيدها قائلة بهمس: "انه محشو .... اقتليه .... اقتلي تحسين خوري انه شيطان اقتليه بذلك طريق الخلاص"
ابتلعت ريقها وهزت رأسها غير مستوعبة والمسدس الثقيل يتحرك بيدها إثر ارتعاشها!
...........
اقتليه لانه السبب بعذابك وعذابي لانه سرق الأمان من بيتنا وسرق شبابي لانه غدار وخائن واناني
تحسين الخوري السبب بضياع عاصم من يدك والسبب بفقد طفلك وضياع حلمك لولا ضغوطه ومطاردته لما حصل كل ذلك بنا
لولا خوفي منه لما ارتكبت الحماقات طوال سنوات
تحسين الخوري رجل اناني يحب ان يأخذ زمنه وزمن غيره
ومن عادته كسر القلوب والخواطر وأبرز صفاته الغدر والهجر وامتهان القلب الذي يحبه وتسخيره لأغراضه الشخصية دون اكتراث بمدى الجرح الذي يتركه خلفه
يحب ويكره بنفس الوقت ويدير ظهره لمن اوفى وأخلص له بسهولة بعد ان يمتص دمائه حتى اخر قطرة بجسده ثم لا يرميه بل يبقى يدعس به بقدمه
اقتليه يا سارة وتخلصي من عذابك قبل ان يستعبدك لسنوات وعندما يرى اثار الزمن بوجهك وعنقك يبحث عن غنيمة أخرى يبحث عن الصبا والجمال دون ان يكتفي ويجعلك معبر ووسيلة للوصول الى أخرى
اقتليه ثأر منك على كل لمسة وقبلة وحضن اخذه منك على ما فعله معك بليلة اليخت وجعلك تخونين زوجك ونفسك عاقبيه على مطاردته لامرأة متزوجة
ان هذا ديدنه وانا اعرفه اكثر من نفسه انه يعشق ما بيد غيره ويحتقر ما بيده
يحلم بالصعب المنال ويهجر من امامه الذي يتمنى رضاه ويركنه جانبا دون ان يحرره
تحسين رجل سادي يستمتع بإجبار وارغام النساء على الاستسلام له ويعشق ان يحصل على متعته بالإكراه
اقتليه لانه لا يملأ عينه الا التراب
اقتليه وخذي ثأر امك وابوككانت تتقلب بالسرير وتدير بوجهها بقوة حتى اعتدلت وتطلعت بيديها وقلبتهما وبحثت في حجرها ثم امسكت عنقها المتعرق ككل جسدها واختلجت عيناها وسرت في اوصالها رجفة كالمفزوعة من شيء!
وجالت ببصرها حولها انها في غرفتها!
ان الشمس مشرقة!
كانت تتنفس بقوة وتلاحق عندما فتحت رجاء باب غرفتها وابتسامة رقيقة تعلو شفتيها وهي تتفحصها وبيدها كوب عصير برتقال واقتربت قائلة بلطف: "صباح الخير .... كان نومك قلقا وحرارتك بالكاد خفضت بالكمادات .... كنت تهذين كثيرا"
كانت سارة تتطلع بوجهها بملامح تائهة مترددة كفاقدي الاهلية بسبب مرض او عته وتبحث عن الحقيقة بعينيها ورددت بهمس: "اين المسدس؟"
استغربت رجاء وعقدت حاجبيها وقالت وهي تضع الكوب على المنضدة قربها: "مسدس؟ أي مسدس؟"
سارة وببهوت وعدم ثقة: "المسدس الذي .... الذي"
ثم ارخت بصرها الى الأرض وهزت رأسها بحيرة ومرار وبقيت صامتة.... معقول كان كل ذلك حلم؟
جلست رجاء قربها واحاطت وجهها الشاحب ومسحت شعرها المبلل قائلة: "يبدو ان السخونة هدأت لتتعرقي هكذا! الحمد لله زال الخطر أخشى ان يكون التهاب بجسدك إثر العملية يجب ان تراجعي الطبيب.... اعرف طبيبة جديرة سأحجز لك عندها"
واستعاد وجه رجاء صرامته واكفهراره عندما أبعدت يديها بقوة قائلة: "لا اريد .... دعيني"