الفصل السادس عشر

164 4 0
                                    

الفصل السادس عشر.........

وبسرعة اخرجت السلاح وبيد غير واثقة شهرته بوجهه قائلة بصعوبة: "سأقتلك"

تجهم وهو يتطلع بالمسدس بكلتا يديها وقال بفتور: "وصلنا الى هذا الحد يا سارة؟ الى هذه الدرجة تعبت اعصابك؟"

واقترب نحوها جدا ويدها ترتجف بوضوح حتى الصق صدره بفوهة المسدس ووضع يديه خلف جسده واتسعت عينيه على اشدهما عندما رفعت السلاح بانهيار عصبي واضح ووضعته أسفل وجهها وضغطت على الزناد بدون تردد!

لحظة فراغ عاشتها وهي مغمضة العينين وشعرت كأن عاصم يسابق الزمن بهذه اللحظة اذ انقض على كفيها بعنف رغم انها ضغطت الزناد وصلصل صوت قبل ان يستطيع ان يغير اتجاه الفوهة التي تحشرج منها الصوت بذقنها وفتحت عينيها ببطء ورفعت اهدابها ببطء شديد لتجد عاصم يتطلع بها بعيون شاخصة ووجه شاحب لا قطرة دم به حتى أغمض عينيه وارخى يديه وهو مازال محيط يديها وبدى صوت أنفاسه مسموعا.

قالت عبر شفاه مضطربة: "هذا ما كنت اتمناه .... ان افعل ذلك"
انزل يديه وتراجع خطوة وهو محدقا بعينيها الغامقتين الخضرة وضاقت عينيه باستياء شديد ثم استدار الى الناحية الأخرى ولم ينطق بشيء ودقائق من الصمت سادت بينهما واحتضنت المسدس الى صدرها قائلة بجزع: "هذا السلاح لابي كان يحشوه بالرصاص ويخفيه في درجه .... كنت صغيرة جدا عندما سألته ماذا تفعل به يا ابي؟ .... اجابني بهدوئه المعتاد عندما تكبرين اخبرك.... انتابني الفضول وبقيت كل عام يمضي وبعيد ميلادي اخبره انني كبرت عاما ويقول لي ليس بعد حتى أصبحت بالغة ومازال الفضول يدفعني للتفكير حتى حان الوقت وقال لي ذات مرة ممازحا هذا المسدس اخفيه لغاية في نفسي.... انتابني القلق ليصدمني بعبارته مازحا اريد ان اقتل به نفسي عندما يصيبني الإحباط!
قالها بابتسامة متفائلة لكن عبارته تلك شكلت لي كابوسا وارقتني حتى ادمنت ان افرغه من الرصاص على الدوام ومرار رأيته يطلقه على نفسه ثم بعد ذلك يبتسم وكأنه يرتاح لانه عاش الشعور وجرب انهاء حياته..... واليوم انا التي اصابني الإحباط"

قال دون ان يستدير اليها وبدى متمالكا لنفسه: "وتمنيت قتل نفسك بسببي؟"
ثم التفت اليها واضطربت اهدابها وضربات قلبها عندما واصل وهو يقترب وباتهام: " لو كنت واثقة انني ظلمتك وانني سبب معاناتك لما ترددت بقتلي لكنك تمنيت قتل نفسك انت"
وشهقت مجفلة عندما جذبها من اكواعها لتصطدم بجسده بقوة وهو يقول باشتعال: " المرأة لا تجرؤ على التفكير بأنهاء حياتها الا اذا اساءت الى نفسها كثيرا"
واحنى رأسه مقربا وجهه جدا ليضعفها بنظراته وعبارته القوية وتدفقت دموعها وهزت رأسها رافضة واسترسل وهو يشدها أكثر: "مستعجلة لمعاقبة نفسك؟ تظنين انها عقوبة جيدة؟ لا انت مخطئة الموت راحة يا سارة ولو كنت تتوقين للعقاب فانتظري معي "
هتفت مستنكرة: "ولماذا تفسرها كما يحلو لك لماذا لا تقول انني لا أقدر ... لا أقدر ان اقتلك لأني .... لأني لا أستطيع ... ولا حتى ان اتخيل ذلك ولو قتلتني ألف مرة"
قالت ذلك لكن مع نفسها .... هتفت بأعماقها لكن لسانها معقود امام عينيه وقال وهو ينزل يديه من اكواعها الى خصرها ويعتصرها اليه ويقول بنبرة خافتة: "زواجنا هو العقوبة الاقسى من الموت عليك .... لا تعرفين كم استمتع برفضك لي وتضييع الفرص عليك وعلى أمك.... مسليا جدا الفخ الذي نصبته لي وأوقعت نفسك به وكلما حاولت الخروج منه علقت أكثر"
اضطربت اهدابها ويديها وهي تحاول الا تسند ذراعيها على صدره الصلب وابتلعت ريقها وسرت قشعريرة بجسدها عندما شعرت بيديه تتحس تفاصيلها لتخترق الحواجز وتملكها شعور قتلها واجتث شرايينها لكن فجأة قفز تحسين وسهرة اليخت الى مخيلتها
ليكسر ذلك الصمت والسكون صوت المسدس الذي سقط من يدها ويحدث ضجيجا على الأرض ويجعل قلبها يخفق وجسدها يتهاوى عندما ابتعد عنها .... تطلعت به بعيون متسعة جدا وهي تتخيل ردة فعله عندما يعلم عن تلك الليلة!

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن