الفصل الثامن...........
زمم شفتيه بقوة واومأ برأسه ببطء وتجهم وقال بنبرة فاترة جدا: "هكذا؟.... هذه مبرراتك؟ .... حسنا سارة .... موقفك لا غبار عليه.... حسنا"
ابتلعت ريقها عندما خطى نحو الباب بقامته الفارعة وهدوئه المعتاد وتمتم وهو يدير المفتاح: "حسنا كما تحبين"
وتطلعت بوجه والدتها التي اجفلت من جلبة الباب وهو يصفقه بقوة وتبادلتا النظرات القلقة ثم اسرعت سارة الى غرفتها وودت ان تحطم كل شيء امامها واجهشت بالبكاء.في اليوم التالي وفي مقر عملها كانت غارقة بخواطرها وتتصفح بالمقالات التي تبث اخبار الراسي وتدعك بجبهتها ببطء وبأصابع قاسية حتى تركت بجبينها حمرة وهزت رأسها غير مصدقة كل ما يحدث معها ولا تعلم ان كان الحظ حالفها عندما منعها القدر من الزواج من مقعد مفلس او غبنها بالزواج من الكاذب عاصم؟ .... الزواج! ... واي زواج؟ .... اين ذهب عقلك حينها! سانتقم منك يا عاصم اشد انتقام واثأر لنفسي لانك اغتنمت الفرصة لتحصل علي بزواج عرفي قذر وتجردني من كل حقوقي.
لم تنتبه لليال التي وقفت امامها وأشارت بيدها لتسترعي انتباهها حتى تطلعت اليها وقالت الفتاة باستغراب: "لا افهم ما يحدث معك .... لماذا عاصم الراسي يفعل بك كل ذلك؟ .... ان كنت تحبينه وتركت أخيه من اجل ذلك الحب وكنت معذبة وحزينة من اجله ورحلت معه الى بيروت لتخططا لارتباطكما ما الذي غير كل شيء بنظرك وجعلك لا تطيقين التحدث عنه؟ .... الأولى لك ان تقفي الى جانبه وتحزني لأجله لأنه كان حبيبك كما كنت ترددين سابقا .... اشعر ان هناك سر كبير خلف تصرفاتك الناقمة"
قالت بنبرة احباط واضح وبمرارة: " عاصم الراسي لم يعد له مكان بحياتي"ثم مالبثبت ان نهضت مسرعة وهي تدس بحقيبتها ورقة كتبتها بملأ ارادتها وسارت بخطى رشيقة قاصدة قسم الاخبار المحلية والإعلانات حيث تعمل مايا سهيل وحالما رأتها الأخيرة ابتسمت باستغراب قائلة: "معقول سارة عارف هنا وقصدتني انا لا اكاد اتمالك قلقي"
وضعت سارة على مكتبها الورقة قائلة بغيظ: "اعتقد ان هكذا مقال يلبي طموحاتك اطلعي عليه واطلعي رئيس التحرير .... اريده مانشيت بالقلم العريض وينزل بقلمك لاعتبارات شخصية"مايا وبدهشة وهي تتطلع بالمكتوب: "اف .... انه استهداف للراسي! .... بداية احييك لأنه الحدث الأكثر رواجا هذه الأيام .... انه حديث الساعة لكن ما هدفك من وراء التخفي خلفي؟.... ولا افهم لماذا تقدمين لي المقال على طبق من ذهب لا اعتقد ان ذلك نابع عن حسن نية اكيد خلفك مطلب فطالما عرفتك يا سارة لا تعطين اكثر مما تأخذين"
عندما خرجت من القسم تنفست بصعوبة وأدركت انها تسرعت وبدأت تستغل سلطتها في مكانها وقدرتها المهنية لأمورها الشخصية ومشاكلها الخاصة بها وذلك لا يتناسب وقانون العمل النزيه لقد بدأت الحرب على عاصم ونكلت به مدفوعة بغضبها منه ومما فعله بها وربما ذلك ليس بصالحها ربما تجر لنفسها المتاعب وتتعرض لما هي في غنى عنه