الفصل العشرون...
سترت نفسها بذراعيها وقاومت دموعها لأسلوبه الفج وخطت خطوة محاولة الابتعاد لكنها التصقت بجسده وارتطم وجهها بأسفل عنقه عندما سحبها قابضا على رأسها ومتخللا أصابعه بشعرها قائلا بأنفاس حامية: "تعالي" وانقطعت أنفاسها وهو يجبرها على التطلع بوجهه ولسعها لهيب أنفاسه لتتوقف عن المقاومة وبدت مستسلمة لتذوب شفتيها وتنصهر تحت محرقة شفتيه!
......................
عجزت عن وصف مشاعرها بهذه اللحظات وهي تنهض وتتحرك بتقيد لتبتعد عن السرير ورمقته بنظرة خاطفة وبملامح مهزومة ومحبطة وهو مستلقي على ظهره ومغمض العينين لم يعجبها ما حصل ولم يلملم شتاتها بل زادها تخبطا!
لم يروي مشاعرها بل زادها تقشفا!
ان الذي تشعر به اتجاهه مختلف عما يشعر به وبهذه الحالة المعادلة غير متوازنة والعلاقة سيئة وأسلوب الاقتراب فج وغير مناسب لأحاسيسها
أغلقت سحاب فستانها وقطبت جبينها ولا تدري لماذا تشعر بالغبن وأنها قليلة وصغيرة بعينيه انا لا اريد منك شيء يا عاصم اريدك ان .... ان تحبني فقط انا اتوق الى قلبك لماذا مصر ان تشعرني بأني للتسلية واشباع الحاجة فقط؟
الم تلمس بي شيء مختلف؟ ما زلت تراني اجري خلف اسمك وثروتك؟ ربما انت محق بعدم ثقتك بي لكن الا تعطني فرصة أخرى؟
اتجهت الى المرآة وغمرت شعرها بأناملها ورتبته ببطء وشعرت برغبة بالبكاء كم تمنت ان تفصح له عما بداخلها عن كرهها لما وصلا اليه والى توقها الى البدء من جديد .... الا تطوي الصفحة يا عاصم وتنسى؟ لما لا نبدأ حياة جديدة؟
لننسى الإساءة ونغفر الأخطاء ونسامح بعضنا فأنا احببتك.... بدون تفكير ولا مخططات ولا مبررات احببتك!
صحيت من نومي فجأة لأجدك بقلبي لمسته برفق رغم خشونتك وازلت سواده رغم نواياك السيئة واججت مشاعري رغم قسوة كلماتك!
لا افهم كيف احببتك ومتى؟ ولا أدري ان كانت نبتة الحب غرزت بقلبي منذ رأيتك دون ان اشعر بها وبدأت تنمو بهمس وصمت رغم الظروف الغير مناسبة حتى كبرت فجأة وفرضت وجودها ام ان مشاعر الحب تلك وليدة ظرف معين وموقف معين؟ذلك الحاجز متى تكسره وتكلمني بدون تهكم وبدون نبرتك التي تنبض بالشماتة والتشفي؟ متى تتطلع بي بدون تلك الفوقية المقيتة؟ فكلانا يخسر يا عاصم اليوم بعد الاخر والأيام تمضي ببطء بيننا فلا عظمة ولا خيلاء بما تفعله معي فانا بالأول والأخر زوجتك ومن حقي ان أقول كفى انني اتعذب ببطء بنار انتقامك وواقفة امامك مكتوفة الايدي ومستسلمة ونادمة أيضا ومستعدة ان أكون انسانة أخرى واثبت لك انني تغيرت.
تطلعت به خلال المرآة لتجده اعتدل ليستند على كوعه ويتطلع بها وكأنه يريد ان يسمعها كلماته الموجعة وقبل ان ينطق بشيء التفتت قائلة برجاء: "لا تقل شيء ارجوك لست قادرة على سماع كلام يجرحني أكثر دعني اذهب بصمت"
لوى شفتيه وهو مركزا بها ثم اومأ ببطء وقال بنبرة خافتة: "حسنا .... شكرا على كل شيء"
جارح أيضا وانت تشكرني ومتعمد الإساءة.... تظاهرت بالقوة والتماسك امامه ويبدو ان التعبير خانها لتسقط في فخ شكوكه مجددا وتخرب الدنيا عندما قالت متظاهرة: " لا داعي للشكر بكل الأحوال لم أرى نفسي مرغمة .... بالنسبة لل .. بالنسبة للأخبار المنتشرة عن إمكانية عودة املاكك من جديد وان بإمكانك ان تستعيد اسمك التجاري وسمعتك فانا اعلم بحكم وظيفتي كصحفية ان ذلك كله هراء وشائعة ولا يهمني ان كنت ستعود كما كنت او تبقى على حالك و"