الفصل الحادي والثلاثون.......
وازداد رعبها عندما شعرت انهما يريدان ان يعترضا طريقها وأدركت انها ستقع بقبضتهما وتطلعت بضعف الى الهاتف على المقعد جنبها وجذبته وهي تسابق الزمن وخففت السرعة لتصبح بينها وين السيارة التي امامها مسافة وبدون وعي منها وجدت نفسها تطلب رقم عاصم وهي ترتجف! انها تستغيث بقاتلها لينقذها!
ذلك اللاوعي دفعها ان تختار عاصم بهذه اللحظة الحرجة وتستنجد به.تطلعت امامها ورأت السيارة تبطئ وتستدير باتجاهها بسرعة عالية وهي تقول بهمس: "رد ارجوك"
قالت بأنفاس متقطعة وبهلع: "عاصم.... سيارة رمادية غامضة تسير في اعقابي فيها رجال وقد تحاصرت على الطريق العام و"
قاطعها بنبرة قلق: "اين انت الان؟ ارجعي و"
سقط الهاتف من يدها وضغطت على البنزين وانطلقت بقوة على المنحدر صاعدة الى الأعلى واغمضت عينيها لانها كادت ان تدخل بالسيارة المسرعة اليها لكنهم انعطفوا الى الناحية الأخرى وفتحت عينيها وهي تهمس بخفوق قلب: "يا الله يا الله"
وعرجت الى الطريق المستقيم مجددا وراقبت السيارة التي تعقبتها مجددا وقالت مع نفسها يا الله لا اريد ان اموت انقذني يا رب"
ورأت سيارات تمضي دون ان يتدخل احد وكأن البلد لا قانون بها لا احد يسعفها ولا توجد حركة سير عالية فبين الفينة والفينة تمضي سيارة بسرعة عالية
ولم تمض الا عشرة دقائق حتى اعترضوا طريقها وضغطت على المكابح فجأة لتصطدم جبهتها بالمقود وتشعر بالدوار وعدم الرؤيا جيدا وقد اختض جسدها بعنف لكنها حاولت التماسك وبدأت ترجع الى الوراء
وأدركت انها وقعت بأيديهم لا محالة وتعبت من المطاردة لان لا جدوى منها فهي مستهدفة ولم تعرف كيف تقود السيارة بيديها المرتعشتين والدوار الذي يعمي بعينيها
ولما ضاقت بها السبل ضغطت المكابح وفتحت الباب ونزلت بقوة ليختل توازنها وتسقط على الأرض القاسية على كوعها ليخدش بشدة ويلسعها الألم
ولما رأت السيارة توقفت قربها وترجل منها أحدهما نهضت بصعوبة
وهرولت معرجة الى الطريق الترابي وهي تمسك أسفل بطنها وتهتف بهلع وضعف: "من أنتم ماذا تريدون مني؟"
ولم تصمد امام سرعته وقوته وارتمت على الأرض قائلة بتوسل: "اتركني ارجوك"كان قوي البنية ذو سمرة واضحة وبعينيه إصرار على الشر وكان الاخر ينتظره بالسيارة ويراقبه
هوى اليها محاولا الإمساك بها وقبل ان يلمسها التفت على إثر تزمير صاحبه لينبهه على وجود سيارة قادمة اليهم ويعجله
ادار وجهه الى السيارة التي بدأت تقترب بسرعة عالية وانقض عليها لترمي بوجهه حفنة تراب لكنها لم تنجح بتثبيط عزيمته حيث امسكها وحاول حملها وهي تقاوم بشراسة وتصرخ عاليا حتى حملها وغرزت اسنانها بكتفه المكتنز الصلب ليشد شعرها بعنف كردة فعل على عضتها وقبل ان يصعد على الطريق المعبدة أوقف عاصم سيارته وقفز منها تاركا المحرك دائرا وهو يهتف: "توقف انت توقف"
وافلتها الرجل من يديه ليسقط جسدها بقوة على الأرض وتمسك ظهرها صارخة متألمة واستدار الى عاصم الذي يتطلع بها ليرى أي ضرر لحق بها وهو يهرول باتجاههم
شهقت عندما اخرج الرجل خنجره وشهره على عاصم الذي لوى شفتيه بغضب واخرج سلاحه وشهره عليه لتنطلق السيارة الرمادية فرارا وتجهم الرجل وأدرك ان صاحبه هرب وتخلى عنه فاثبط قوته وعزيمته وصرخ به عاصم بحدة: "ارمها ارمها من يدك هيا ارمها"