الفصل الرابع..........
تغيرت تعابيرها وبهتت عندما قال بصوت حاد فيه غضب مكتوم: "اليست هذه الحقيقة.... لما لا تريدين البوح والمواجهة ..... تريدين الاستمرار بالزيف؟"
اضطربت شفتيها وقالت بخوف: "لماذا.... لماذا تحدثني هكذا؟ .... كلانا يعلم الحقيقة....... اننا احببنا بعضنا وانا"
قاطعها بنبرة اتهام" "تصرين على إعطاء المبررات والحق لك..... لا تريدين الزواج بي؟.... تريدين خسارة حبي لك.... لن نتزوج يا سارة الا بقتل الحب بقلب اخي اتجاهك.............. على طارق ان يكرهك"قالت بضعف واضح: "نعم صحيح لكن... عندما يعلم اننا سنتزوج ماذا سيحدث؟... الا تخشى ان يكرهم انت أيضا؟"
أطفأ سيجارته ورفع بصره الحاد اليها وقال بتوتر: "قولي إنك لا تحبيني وإنك لعبت بي والان تريدين التملص من الزواج"
هزت رأسها نفيا وظهرت دموع عينيها بسبب اتهامه واجحافه معها وكأنه لا يفهمها وكأنها تستجدي رضاه!
عندما شعر بتأثرها تغيرت تعابيره وبدى اقل حدة بل تطلع اليها بشيء من الرفق وامسك يدها قائلا بتبرير: "اعذريني.... رغبتي بالخلاص من موضوع طارق جعلني أبدو أحمق....... انت محقة الامر غاية في الصعوبة لكن.... بالنسبة لطارق عليه الا يعلم بعلاقتنا ولا بقرار الزواج.... امهليني وقت حتى أرتب لأمر ما..... كل ما عليك فعله هو ان تنفذي ما اقوله بالحرف"اسدلت اهدابها بتردد ثم اومأت موافقة ببطء.
.................................................. ........................
وضعت يديها على اذنيها وبالكاد تمالكت اعصابها تحت تأثير كلام والدتها وتعليقاتها المثيرة للاستفزاز وعبارات التنكيل والسخرية حتى قالت فجأة وبانفعال: "الا يكفي.... اعلم إنك لست مقتنعة بكل خطوة اتخذها وأدرك جيدا ان كل شيء بداخلك يمقت عاصم الراسي.... ارحميني من انتقاداتك يكفيني ما انا به الان من حيرة وضيق.... حاولي ان تحسني الظن به ولو لمرة واحدة ..... عاصم احبني بصدق يكفي انه سيخسر محبة واحترام شقيقه الوحيد من أجلي .... لا تدعيني اندم لأنني اخبرك كل شيء عني"
والدتها وبنبرة مثيرة: "ذلك الرجل لا يعجبني عندما يفكر ومنطقه مريب.... انه يتلاعب بك ليس الا وغرضه استغلالك ليحصل منك على مبتغاه كما انه معدوم الضمير سرقك من شقيقه المعاق مع انه يعلم انك امله الوحيد والقبس الذي يرى به الحياة لكنه قذر ويريد العبث معك..... اياك وان تذهبي وتطعني الشاب بقلبه تريثي وخذي وقتك ...الأفضل ان تتجنبي المواجهة في الوقت الراهن"سارة وبجزع ودهشة: "انت ماذا تريدين بالضبط؟ ... الان تدافعين عن طارق؟ بالأمس كنت غير موافقة على زواجي منه وتسخرين من اعاقته وعجزه وتنكلين بي باستمرار وبعد ان أحببت عاصم طفح كيلي من مواعظك ماذا تريدين؟"
الام وبإصرار ونبرة صارمة: "ان ما يحدث تمثيلية سخيفة بطلها عاصم الراسي .... قصة مشوقة للغاية... اشعر إنك ستندمين غدا وحينها لا تتوقعي مني ان انصرك ولو علم والدك حقيقة ما يحصل سيوقف كل ذلك"
سارة وبعناد بعد ان تسرب القلق الى قلبها وجاهدت ان لا تبين ذلك لوالدتها الحاذقة: "بكل الأحوال لن الجأ اليك"