الفصل الثالث والثلاثون.........
ضاقت عينيه وهو يتطلع بعينيها وقالت بصدق: "عاقبتني على ذنب لم ارتكبه"
ترك ذراعها وابتعد خطوات ووضع يديه بجيوب بنطاله واستدار الى الناحية الأخرى.... اقتربت وقالت بنبرة قهر: "لم ارتكبه والله"
ادار وجهه اليها وسحب سيجارة ووضعها بين شفتيه وبدى مترقبا وبعينيه بريق متوهج لا تعرف له معنى
لا تعرف أي شيء بهذه اللحظات كلما تريده ان يصدقها ان يعرف تفاصيل الحقيقة فقط لا تريد شيء اخر تريد ان تريح ضميرها من ناحيته لأن اتهامه المستمر لها وعدم تفهمه للملابسات والظروف يجعلها ناقمة على حياتها والموقف الذي اتخذه منها بحاجة الى توضيح وتصحيح.تراجعت خطوات وجلست على طرف السرير لان ساقيها لم تحملانها والحرارة بدأت ترتفع اكثر حتى استحال وجهها الى احمر وغطى اللون القرمزي شفتيها
ضمت يديها الى حجرها وقالت بحزن عميق ونبرة ندم واقرار: "لا أنكر انني أخطأت في البداية بحق طارق عندما اتخذته معبر للمرور والوصول الى اهدافي .... وباعترف اني اخطأت بحقك أيضا ....
مع ان احساسي معك لم يكن تظاهر منذ البداية .... فقد كنت مأخوذة بك بشرط ان تبقى على وضعك وان فقدت أي ميزة من مميزاتك سيتغير الامر بداخلي....
كنت سطحية وهوائية وتافهة....
ولا انكر انني اخطأت عندما بدأت اسمح لتحسين بالتدخل في حياتي وقبلت دعوته وقبلت هديته لكني كنت بوقتها بحالة من الضياع والإحباط عندما اكتشفت حقيقة زواجك بي وافلاسك والقلادة المزيفة تخيلت حينها اني تعرضت لنصب واحتيال كبير واني اكلت المقلب واني هزمت وخسرت... خسرت حلم العمر بالزواج من رجل كامل المواصفات مثلك وجاهة وصيت وجاذبية وشخصية مميزة سخرت واحبطت من ثقتي باني حفلت بكل شيء بذلك الزواج بالشباب وبالغنى والطموح واني سأحقق احلامي بالاستقرار والأمان ولا اكون مثل امي التي تندب حظها ليل ونهار وتنتقد ابي وتحتقره وتصغره وانني سأنعم بالحب والرضا والتقدير من الجميع وانا حرم شخصية مرموقة كعاصم الراسي
وفجأة اكتشف ان كل ذلك سراب ووهم وادركت وقتها انني كنت مخدوعة بالمظاهر وانك مزيف والذي زاد نقمتي انك لم تكتفي بل بدأت تعبث بي وبأعصابي بحقيقة عقد الزواج بيننا ....
مرة توهمني انه حقيقي وموجود ومرة تخبرني انه لا دليل على زواجنا وان العقد مجرد لعبة وحرمتني من راحة البال ومن النوم العميق أيام وليال .... اتعبني الوضع بين انني فتاةمتزوجة او اني مستغلة من قبلك واقمت معي علاقة غير شرعية واني حرة لكنك تسيطر علي بالأكاذيب وتستغلني وكانت رجاء تغذي مخاوفي وتزيد عليها .....
لا تعرف ذلك الشعور الذي تركتني به كم سخيف ومؤذ للنفس وللكرامة كنت ناقمة جدا وأردت الانتقام منك بأي وسيلة وبقمة ضعفي وتخبطي ورغبتي باسترداد كرامتي دخلت لي رجاء بتحسين خوري الذي ظهر بحياتي فجأة وبصورة صريحة وسريعة وفرض وجوده وابعد ابي بكل سهولة ويسر!
ادخلته علي من ثغرة الضعف والتخبط ادخلته عندما عرفت وفهمت من اين تؤكل الكتف وكل ذلك وانا غافلة وكنت دائمة الحيرة والاستغراب من تصرفاتها ودائمة التبرير لها لانها امي ولا توجد والدة بالعالم تفكر بايذاء ابنتها"