الفصل الثالث والعشرون

127 7 0
                                    

الفصل الثالث والعشرون............

في عيادة التحليلات المرضية كانت بالانتظار جاءت أساسا مجاملة لصديقتها والا فابعد ما يهمها الاهتمام بصحتها ليتها تموت هذه امنيتها ورغبتها الوحيدة الان.

ذهبت ليال لاستلام النتيجة واغمضت هي عينيها حتى اجفلت فجأة عندما صرخت بها ليال: "يا مجنونة .... يا مجنونة انت حامل!"

تشتت بصرها بل سمعها وحتى عقلها وهي غير مستوعبة ما سمعته وكأنها نائمة وحلمت بكل ذلك!

هزت رأسها وفتحت عينيها على اشدهما وقالت بتلعثم وهي تربت على صدرها وتومأ برأسها غير مصدقة: "انا ... انا... انا حامل؟"
هزت ليال رأسها بتأكيد وفي عينيها فيض من الفرحة الممزوجة مع القلق وقالت وهي تنحني عليها وتمسك كتفيها وتهزها برفق كأنها تريدها ان تفيق لنفسها وتنتبه لحياتها الجديدة: "نعم سارة انت حامل حبيبتي ألف مبروك .... لكني قلقة من .... من نمط حياتك الغير صحي ربما ذلك يؤثر على الجنين التوتر والمشاكل التدخين وكثرة تناول المهدئات لها اضرار جمة وستواجهين مشكلة صحية لو"
نهضت واقفة ومسحت وجهها بسرعة ورتبت شعرها الاشعث باعتداد يخفي خلفه الكثير من الضياع وادخلت يدها بجيب بنطالها واخرجت علبة السجائر ورمتها بثقة قائلة باضطراب انفاس وابتسامة شاحبة: "أي مهدئات واي نمط؟ من اللحظة انا انسانة جديدة كأني خلقت لتوي انت لا تعرفين معنى ان ان ان أكون حامل ؟
معنى ذلك إني انسانة ولست معدمة ومجردة لست تافهة ومنبوذة لست رخيصة لست قليلة! معنى ذلك ان بداخلي امل وحياة وإنقاذ من كل ما امر به من ضلال وشتات معنى ذلك انني سأكون ام وسأحمي طفلي ولا اترك أحدا يؤذه مهما كلف الامر وسأبعده عن كل خطر يمكن ان يواجهه .... انا سعيدة جدا ربما هذا أروع خبر تلقيته بحياتي! انت متأكدة؟ أرني النتيجة أخشى ان يكون هناك خطأ ما؟ لا اكاد اصدق نفسي! ليال حياتي سيكون لها معنى لا اريد ان اموت لا أفكر بذلك بعد اليوم يجب ان أعيش وطويلا .... ان ذلك الجنين رسم بروحي ابتسامة من قلب المعاناة"
كانت تتكلم دون توقف وهي تمسك يدين ليال وتضغط عليهما بقوة دون ان تشعر وليال تبتسم وتتفاعل معها لكن ابتسامتها حزينة وبداخلها قلق كبير واحساس بالشفقة نحو صديقتها المبعثرة المشاعر والاحاسيس وتخشى ان تصطدم بمرارة المواجهة مع الاخرين الرافضين لذلك الخبر الوليد.

في السيارة اخفت وجهها بيديها وشكرت الله كثيرا وحمدته وهمست في سرها ومع نفسها"هذا الطفل سيضع النقاط على الحروف بحياتنا معا يا عاصم سيجعلك تتقبلني بحياتك وسيجمع قلوب كانت متنافرة.... لعلك تثبت زواجنا في المحكمة وتتناسى الأحقاد وكل شيء من اجل طفلنا ليتنا نعيش حياة مستقرة كفى اوجاع وجفاء"
ليال وبلطف: "الان الى اين؟ اخذك الى البيت؟"
هي وبسرعة ودون تفكير: "لا الى عاصم يجب ان أخبره أولا يجب ان يعرف الخبر"
ابتسمت ليال بقلق وهي تتطلع امامها ثم قالت مقترحة: " من رأيي ان تتريثي وترتاحي أولا اجدك منفعلة ومضطربة وشكلك متعب وفوضوي .... يجب ان تهتمي بشكلك وتتزيني وتتعطري ذلك له تأثير إيجابي على الرجل لا تذهبي اليه وكأنك متسولة"
هي وبحماس: "لا يهمني شيء اريد ان أخبره اريد ان اضع لحياتي حل لأني تعبت"

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن