الفصل الخامس.......
اقبل صاحب الفندق بنفسه ورحب بعاصم كأن علاقة جيدة تربطهما ثم تطلع بها وابتسم ابتسامة ذات مغزى لم تفهمه وهو ينظر الى عاصم ... استغربت تصرفه وخشيت ان يظن بها سوء لكن عاصم شخصية مرموقة ومن غير اللائق اتهامه بها .... الذي زاد من حيرتها ان عاصم لم يقدمها اليه بأي صفة وكأنها نكرة!
عقدت حاجبيها عندما فتح باب الغرفة المخصصة لها ولم تدرك لماذا دخل معها واغلق الباب؟
قالت بسرعة: "حجزت غرفة واحدة؟"هو وببراءة: "وهل علي ان احجز غرفتين؟"
خفقت اهدابها باضطراب وقالت باستنكار: "لا افهم ما قصدك لسنا زوجين و"
اقترب وقال مقاطعا وهو يتخلل جزء من شعرها بأصابعه: "لكننا حبيبين لا افهم ما الذي عكر صفو مزاجك هكذا؟"
قالت بسرعة وتأكيد وهي تبعد شعرها بتضايق: "كأنك لم تفهمني جيدا يا عاصم ... انا فتاة لدي مبادئ واعتبارات هكذا تربيت وتعلمت ان احترم نفسي ماذا تظنني؟ "
ضاقت عينيه وتحركت شفتيه ناطقة عبر ابتسامة استغراب: "مبادئ؟........ ماذا اظنك؟.... اظنك كما انت لا اكثر ولا اقل.... اظنك سارة عارف الصحفية الجميلة الذكية"
بقيت محدقة بعينيه عندما واصل باعتداد: "بالعكس لأني افهمك جيدا واعرف إنك من الهين ان تتخلين عن مبادئك وبسرعة من اجل .... الحب.... اعرفك تحبينني ومستعدة للتضحية بدافع ذلك الحب بكل ما لديك من أجلي.... اعرف مقدار محبتك صدقيني ولم انس إنك تخليت يوما عن طارق من أجلي أقدر ذلك لك.... كان هدفي من هذه الرحلة ان نكون معا وبعلاقة اقوى ورباط اغلظ حتى يتسنى لنا معرفة بعضنا أكثر.... لكن لا بأس ليس لي ان اجبرك على شيء لا تحبينه.... يمكنك ان ترتاحي وتهدئي الليلة.... نامي بهدوء تبدين منهكة وهذا يؤثر بمزاجك بوضوح .... سأتركك الان واخطرهم بإحضار وجبة عشاء الى غرفتك.... تصبحين على خير"
شعرت بكثير من التوتر والانفعال من كلامه وقالت بغضب وهو يسير باتجاه الباب: "أهذه اول المفاجئات التي وعدتني بها؟"التفت اليها وقال بصوت خافت: "لا اعلم ان حجزي لغرفة واحدة قلب كيانك"
تلقت ذلك الاستخفاف بعبارته بنظرة باحثة عن أي تعبير او كلمة لاحقة يمكن ان تغير ما بداخلها من غضب وقلق لكنها أغمضت عينيها عندما اغلق الباب.
تهاوت جالسة على السرير المزعج وابتلعت ريقها بصعوبة وهي غير مستوعبة البرود وكمية التهكم بينهما.... معقول ان تكون مخطئة برفضها له او خانها التعبير وازعجته بالرد وكان عليها ان تكون أكثر لباقة بتوضيح وجهة نظرها عن إقامة علاقة قبل الارتباط الرسمي؟
تطلعت حولها والذي زاد من اختناقها واستغرابها لماذا حجز لهما بهكذا فندق بسيط للغاية لا يتناسب وشخصيته ومكانته الاجتماعية وكأنه رجل عادي لا ميزة ولا أهمية؟ .... انه مكان تافه جدا وغير مريح.بعد الاستحمام مشت الى النافذة ومضت تطل على الشارع وحركة السيارات الكثيرة والناس بنظرة شاردة غارقة في خواطرها وتنفست بعمق وشيء من الارتياح بدأ يتخللها عندما بدأت تبرر لعاصم موقفه... غدا سيروق لها ان ما يمر به اليوم صعب خصوصا انه خرج من زيجة فاشلة إضافة الى موقفه امام نفسه من أخيه.... عليها ان تتحمل تقلبات مزاجه اليوم وحتى غدا
ربما عليها ان تمنحه العذر فهو مضطرب مثلها ان لم يكن أكثر
ليس قليلا ما تركه ورائه واكتفى بحبها ....
الزواج؟
... ترى متى يريد ان يرتبط بها؟ كلها أيام او أشهر وسينسى طارق وسيرتبط وحينها نبدأ حياتنا! .... تناهت تلك الكلمات الى مخيلتها وازعجتها
اذن جعل زواجهما مرهون بظروف طارق واتى بها الى هنا بصفة خليلته؟
لوهلة تذكرت كلام والدتها عن العبث والتسلية وتذكرت بنفس الوقت عيون طارق وكمية الاستنكار والازدراء بعينيه اليها عندما واجهته بالحقيقة.... الامر الذي لا تفهمه لماذا اوهمها عاصم ان شقيقه عاجز ولا فائدة مرجوة من علاجه واليوم يقول لها بكل بساطة ان بإمكانه التعافي والوقوف من جديد؟ .... ما الهدف وما المغزى؟
محتمل ان يكون تصرف بأنانية وارادها لنفسه؟