الفصل الخامس عشر...........
كانت جالسة معه في المقعد الخلفي ولا تدري ماذا فعلت بنفسها عندما قبلت دعوته بإلحاح ودفع من والدتها .... لقد وقعت بالمحظور!
انطلقت سيارته في ساعة متأخرة من الليل وشقت العتمة وهذا ثاني تنازل منها امامه مرة عندما ذهبت الى مقر عمله والتمست منه العفو وأعلنت عن استعداها لترضيته وهذه المرة قبلت دعوته خشية من استياءه من رفضها.طوال الطريق تنظر من الناحية الأخرى ومتوجسة من لمساته وضامة كفيها الى حجرها
لماذا حزينة جدا الان يا ترى؟ تفكر بخطئها! انها الان مخطئة لانها تنازلت لتحسين وقبل دعوته الليلية؟ لماذا مخطئة بالضبط؟ وممن خائفة؟ .... من عاصم؟
لما الخوف منه؟ لانها زوجته؟ من يثبت ذلك ان كان هو بنفسه لم يثبته لها! لماذا تخشى من رجل أساسا محتال ومعدوم الضمير وكل الأيام التي قضتها معه لم تر منه سوى الغش والكذب .... ممن تخشى بالضبط؟ من غضبه! او ربما من تجاوزه عليها بالضرب مجددا لو علم بعلاقتها مع ذلك المسن الثري وخروجها معه؟ لا الى هنا وكفى على عاصم ان يفهم جيدا انها فتاة حرة ولم تعد تصدق بالزواج المزعوم ولم تدعه يلمسها مجددا وان علاقتها بتحسين ليس من شأنه التدخل بها
ليس له أي حق يكفي انه استغلها طوال الفترة التي مضت وعندما ذهبت اليه لتضع حلا للمشكلة كلل كل افعاله المزرية معها بفعل شنيع لا تريد ان تتذكره من قسوته على كرامتها.
انتبهت من شرودها والتفتت بسرعة عندما وضع تحسين يده على كلتا يديها وضغطهما قائلا بنبرته البطيئة: "أتساءل ما الذي يشغل رأسك الجميل فقط قولي اطلبي بل اشيري فقط وتحسين الخوري سيقول سمعا وطاعة"
ابتسمت بشحوب واومأت ببطء لو كنت عرفتك قبل عاصم لطلبت واشرت كثيرا لكن اليوم الوضع مختلف لان لا رغبة لي بشيء لا اريد أي شيء اريد ان أكون حرة فقط اريد ان لا أخشى من أحد ولن اخضع لتهديد أحد ولن أفكر بأحد .... مضطرة ان اسكت الان واستسلم من اجل ابي المسكين ومن اجل مرضاة رجاء ومن اجل الحفاظ على وظيفتي مصدر رزقي لكني لست راضية لم اعد استمتع بمظاهر الثراء الذي تحيطني بها لا تعجبني سيارتك الفاخرة ولا هداياك انا حزينة وموجوعة جدا بقلبي.
....................عندما وقفت سيارته قطبت جبينها وعندما نزل واستدار ليفتح لها الباب بقيت بمكانها وقالت بريبة وأدركت انها في مأزق: "لم أتوقع ان أكون مدعوة الى هكذا مكان لم تخبرني بذلك ظننتها سهرة بمكان عام"
ابتسم وجذبها من يدها وخرجت من السيارة بتردد وهي تتلفت حولها وقال بتأمل وهو يقرب غليونه من فمه: " لأني معروف ولأنك معروفة .... ولان الصحف لم تدعنا وشاننا وستسرب صورة لي معك كما حدث في السابق وتجلب لنا الكلام ولاني متزوج ولدي عائلة ولا احب القيل والقال رأيت من الأفضل لي ولك ان نسهر سويا وبمفردنا انه اليخت الخاص بي هيأت لك أجواء ساحرة تحلم بها أي امرأة لكن لا تستحقها أي واحدة الا سارة المفعمة بالصبا والجمال التي تضج شباب وحيوية ذات القوام المثير الذي يفصح عن انوثة طاغية مغرية لرجل فاته الكثير ويريد ان يستعيد خيالات شبابه وصباه من خلالك"