الفصل السابع والعشرون......
وصرخت صرخة شقت الصمت لتهرع اليها رجاء وتحتضنها قائلة بفزع: "ابنتي ما بك؟ بسم الله الرحمن الرحيم"
تشبثت بيديها وقالت بانهيار وهي تهز بجسدها: "لماذا فعل ذلك بي عاصم؟ لماذا يا امي؟ لماذا أخبريني"
اشاحت رجاء ببصرها وارخته الى الأرض وبقيت هي تهزها وتهتف: "أخبريني .... عرف بليلة اليخت؟ عرف صحيح؟"
خفقت اهداب رجاء وهزت رأسها نفيا وقبل ان تقول شيء رن الجرس والتفتتا بقلق وساد الصمت.
عندما رن الجرس للمرة الثانية تبادلتا النظرات وتلاحقت انفاس سارة وهي تقول باستضعاف: "من؟"
ربتت رجاء على وجهها وهي تقول مطمئنة: " سأرى من .... اهدأي ولا تخافي لا تضعفي مهما حدث لك تماسكي يا سارة انها دروس الحياة رصاصات لتنعش القلب ولا تقتله"
خفضت بصرها واحاطت جسدها بذراعيها وبقيت تنصت للباب عندما ذهبت رجاء وقلبها يعلمها ان القادم اسوء وان معاناتها لم تنتهي لهذا الحد.
فجأة اتسعت عينيها وتطلعت الى باب غرفتها بتوجس والرعب نزل بقلبها عندما عرفت الصوت وتمنت ان تختفي عندما قالت رجاء بامتعاض وانفعال: "من انت؟ تعالي الى هنا من انتن؟ كيف تقتحمن بيتي هكذا .... انتن! .... سأبلغ البوليس"
سمعت وقع اقدام ومقابض تفتح بقوة وصوت نسائي تعرفه جيدا: "اين تلك الساقطة؟ .... اين هي؟"
جذبت الشرشف الى صدرها وارتجف قلبها وهي تتذكر ما حدث لها سابقا ولم تمض الا ثواني حتى دخلت رجاء مهرولة كالهاربة الى غرفة سارة وقالت وهي تتراجع وكأنها تحمي ابنتها: "ماذا تريدن منا؟"
وبسرعة اقتربت من سارة وتمسكت بها وهي تتطلع بالباب بقلق واضح وهن يتبعنها بخطواتهن ...
دخلت زوجة تحسين وخلفها النسوة وكأنهن من عائلة تحسين لرقي لباسهن وعطورهن الفاخرة وعضت سارة على شفتها وهي تمسك يد أمها وتتطلع بضعف.ازاحت المرأة نقابها لتظهر وجهها وتكشف عن امرأة في العقد الرابع ليست جميلة لكنها قوية وشديدة وعيونها حادة وقاسية وكأنها تريد ان تحرق المكان بمن فيه ودنت كالصقر الذي يريد ان ينقض على الفريسة وهي تقول بنبرة مبحوحة من شدة الغيظ: "لم تتعظي وكأن الدرس لم يكن مضنيا يا حقيرة .... منحتك الوقت والفرصة للخلاص لكنك وسخة كما عهدتك"
رجاء وبتلعثم: "ما ماذا تقصدين؟ اب ابنتي متوعكة خرجت من المستشفى لتوها"
تقدمت المرأة وخلفها النساء وقالت بنبرة قوية تنبض بالبغض والاحتقار: "اعلم .... اعلم انها فقدت ثمرة الزنا والتبجح والله اعلم من أي رجل حبلت"
شهقت سارة وهزت رأسها رافضة الاتهام البشع وابتلعت رجاء ريقها وابتلعت لسانها ايضا..
كان الخوف باد بعيون سارة وهي لا تعرف أي مصير ستتلقاه على يديهن هذه المرة وجسدها لم يحتمل ضربة واحدة ربما ستموت بها!