الفصل الثامن عشر

154 3 0
                                    

الفصل الثامن عشر........

ليال وبسرعة: "حقيقة لا أحب ان أخفي عليك شيئا .... يقال ان عاصم الراسي يتواصل مع مايا سهيل ويروج اخباره بانه التقى مؤخرا بعمه غسان الراسي رجل الاعمال الذي عاد من الامارات ليفتتح مجموعة شركاته في دمشق ويضع يده بيد ابن اخوه عاصم وأول خطوة أعلن عنها رفع الحجز عن قصر الراسي ويشرع بتسديد الديون كأقل واجب اتجاه شقيقه المتوفي و .... وشعرت ان تلك البليدة مايا معجبة جدا بشخصية عاصم وتتقرب منه"

رفعت سارة يدها الى جبينها واسندت رأسها واغمضت عينيها وهمست مع نفسها: "اصبتني ليال وبالصميم "

.................................................. .....................

دخلت الى صالة شقتها مقطبة الجبين ومتجهمة لان كل شيء بالخارج يدل على عودة تحسين من سفره ووجوده هنا في الشقة التي تعبق برائحة عطره الثقيل وتجلت على محياها دهشة وهي تتطلع الى الارائك المغطاة بقطع الاثواب الفاخرة وبعض العلب وعلى الأرض حقيبتين كبيرتين مبعثرة الأغراض واستقر بصرها على تحسين الذي يجلس واضعا الساق فوق الأخرى بثيابه الانيقة ونظراته الثقيلة يبدو انه كان يراقب رجاء وهي تتصفح وتتطلع بالهدايا الكثيرة التي جلبها معه!

تلاعبت على شفتيه ابتسامة وهو يتأمل سارة وقرب غليونه الى فمه وهو يطيل التحديق بها وقال بعد ان اخذ نفس دخان: "عدت لتوي وقبل ان اذهب الى بيتي فضلت ان تطأ قدمي هذا المكان أولا لأنه مهم وعزيز عندي"

تطلعت بسرعة الى رجاء التي حملت معطف الفراء من على الاريكة قائلة بتألق: "انظري ماذا جلب لك ... ثمين جدا ذلك الفراء!"
ثم سحبت قطعة أخرى لفستان انيق وبادرت: "وهذا يا لروعته! .... وانظري هذه العلبة تحوي ساعة مرصعة بالأحجار النادرة وهذه و"
واسترسلت رجاء تعرض عليها كل هدايا تحسين وهو يتطلع بها مرورا بكل انحاء جسدها وهي تنظر بالفراغ وكأنها لم تر شيئا امامها ....
الصالة تعبق بالعطور الفاخرة الباهظة والعلب الكثيرة ولم يلفت اهتمامها ويجذبها أي شيء ان ما تشعر به الان الرغبة بالانصراف بل الهروب لكنها بدل من ذلك ابتسمت ابتسامة باهتة شاحبة الى تحسين واومأت له كتعبير عن امتنانها المصطنع وأدركت انها أصبحت غير قادرة على تمالك شعورها برفضه!
انها لا تطيقه بات وجوده يضيق عليها أنفاسها
وقبل ان تخطو بهتت تعابيرها عندما قال بنبرة صوته الاجش وبريق طامع بعينيه: "اريد ان أرى هذه الفساتين على قوامك .... ارتدي هذا"
وأشار بغليونه الى فستان متدلي من الاريكة وواصل: "اريد ان اراه على جسدك"

مررت راحة يدها على ذراعها وقالت بصعوبة: "اشكرك على اهتمامك .... لكن .... انا متعبة وأريد ان انام"

اكفهر وجه رجاء التي غمزت لها بعينها لتحذرها من سماجتها مع الرجل والأخير تلاشت ابتسامته حتى اومأ ببطء وقال باعتداد وقوة وإصرار مع عيون جامدة: "اريد ان أرى الفستان عليك"
في غرفتها امسكت الفستان بأنامل قاسية وشدت عليه حتى كادت ان تتلفه وهزت رأسها اسفا وحيرة وودت ان تصرخ بوجه تحسين اخرج أيها الاشيب لم اعد اطيق التطلع بوجهك من اخبرك انني ملك لك لتتحكم بي وتفرض علي اوامرك القذرة مثل نظراتك.
شعور الاستسلام وتكميم الإرادة والكتم مؤذ جدا للمشاعر .... تناولت حقيبتها بسرعة وبحثت عن علبة الدواء والتهمت حبة وهي تتمتم ماذا يفعل بي تحسين ان طردته ورفضته؟ ترى ماذا يفعل؟ ماذا اخسر؟ وظيفة ابي وترقيته وقتل حلمه وبعد ماذا؟ محاربتي في عملي؟
وهل تلك الأسباب كافية للتضحية؟ لا اعلم ربما كافية ربما المبرر قوي للرضوخ اليك يا تحسين! وهل علي الالتزام لوعدي لك في تلك الليلة المشؤمة؟ لما علي الالتزام؟ لانه ثمن شرط اشترطته علي؟
تأملت قوامها بالمرآة وهي ترتدي ذلك الفستان الأسود الطويل الخليع بفتحة صدر طويلة حتى الخصر وظهر مكشوف تماما وفتحة جانبية حتى وركها وسدلت اهدابها ولأول مرة شعرت بنفسها جسد فقط بلا إحساس ولا إرادة ولا قلب ولا دم يجري في العروق .... دمية .... تمثال شمع .... جارية! .... نعم نعم اجدت الوصف جارية للعرض للبيع والشراء انا وضعت نفسي بهذا المكان وهذا الموقف انا ام انت رجاء؟

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن