الفصل الرابع عشر..........
اغمضت عينيها وتأرجحت دموع بين جفنيها .... لا داعي لأذكرك بكم بعت مبادئك .... بعت نفسك بقلادة .... حصلت عليك بقلادة .... لا حبيبتي الذي اعمى عينيك جيبه واسمه .... الله لم يرض ان تنتقلي من الواحد الى الثاني لانه الأفضل والأكثر ميزات .... لن أطلقك ولن ارحمك ....
فتحت عينيها على اثر ذكرى صوت الصفعات المؤلمة التي تلقتها من عاصم التي مازالت ترن بأذنها وترعبها وصرخت وهي تمسك الميدالية وتبعدها عنها بقوة حتى قطعتها: "لا اريد .... لا اريد شيء .... لا اريد"
وهربت الى الداخل باكية وكان لتصرفها هذا وقع سيء على تحسين الذي ضاقت عينيه ونظر الى رجاء بحدة.كانت مسندة رأسها على أطراف اناملها وجالسة على حافة سريرها عندما دخلت اليها رجاء التي تركتها تهدأ فترة من الزمن ولم تشأ ان تتحدث معها او تؤنبها عندما كانت بحالتها الهيستيرية.
بقيت رجاء واقفة قربها وتتطلع بها بصمت لبرهة ثم قالت بهدوء: "كيف حالك الان؟ .... هدأت؟"
لم تجبها بشيء ولم تبدي أي رغبة بالمواجهة .... شعرت بوالدتها تجلس قربها وبرفق مسحت على كتفها وقالت بنبرة دافئة: "لم ات لألومك وأقدر ما تمرين به من ظرف عصيب .... لا بأس ليذهب تحسين الى الجحيم لا يهمني ابدا"
أبعدت رأسها ببطء عن يديها وتطلعت برجاء وشيء من الامل والأمان تسرب الى قلبها التائه فلم تتوقع من والدتها مثل هذا الكلام! اومأت رجاء مطمئنة ثم جذبتها بحنو واسندت رأسها على صدرها ومسحت على شعرها قائلة: "تظنين إني أرجح
رجل غريب على ابنتي الوحيدة واضغط عليها؟ .... لا ابدا انت لم تفهمين أمك جيدا"
اغمضت سارة عينيها بارتياح وتنهدت قائلة بخفوت: "رغما عني انفجرت وانهرت انا اسفة .... اشعر انني محاصرة ومتضايقة"
مسدت رجاء على شعرها وقالت بهدوء شديد: "لك الحق .... ان تلاعب عاصم الحقير بك حطم اعصابك ذلك المفلس أصبح مهووس ومعقد لأنه فقد ثروته فجأة من جراء سوء تصرفاته وسفاهته وتزويره واحتياله على الناس وخير دليل القلادة المزيفة التي اوهمك انها مهرك .... ولا يريد ان يطلق سراحك ويحررك لمرض بنفسه ان عاصم مصاب بحب التملك رجل حقود ومنتقم .... طمعه وحبه لنفسه سول له سرقتك من اخوه مستغلا الفارق بينه وبين المسكين مستخدم ما لديه من جاذبية وحسن قوام ووفرة في الصحة وبمعسول الكلام لفت اهتمامك واعجابك وازاغ بصرك عن اخيه ولأنه يعلم انه سيخسر كل املاكه فأسرع بسفرة بيروت ليورطك معه ويرضي شهواته قبل ان تعرفي حقيقته وكذبه و"
قاطعتها سارة قائلة بنبرة راجية: "كفى ارجوك .... لا اريد ان اسمع المزيد عنه لو سمحت"رجاء وبنبرة هادئة جدا: "حسنا هذا ليس موضوعنا .... ان الذي يقلقني الان شيء واحد فقط .... المسكين عارف"
رفعت سارة رأسها بسرعة وقالت بتأمل: "ما به ابي؟"
اجابتها بعد تنهيد: "حزينة من اجله لان كل أحلامه ستتحطم واماله تذهب درج الرياح .... اتخيل كيف سيتلقى خبر الغاء الترقية وتحجيم فترة الايفاد ليعود قريبا"
قطبت جبينها وقالت بتفكير: "ماذا تقصدين؟"
نهضت رجاء واتجهت الى النافذة وازاحت الستارة برفق لتواصل بكآبة: "ماذا تتوقعين اذن من تحسين الخوري بعد موقفك معه؟ .... أتوقع ان يحارب حلم ابوك ويحرمه من الميزات استياء من تصرفك"
خفقت اهداب سارة قائلة بضيق: "كيف؟ .... معقول يفعل كل ذلك من جراء ما فعلته؟ .... اين ذهب اذن رابط الصداقة القوية بينكما كما يدعي؟ .... الم يقل ان رجاء مثل اختي وكذا؟ .... معقول يهدد هكذا وينتقم!"
رفعت رجاء كتفيها واعادتهما دون ان تلتفت اليها قائلة بقلق: "هو لم يقل ذلك حرفيا .... أخمن فقط .... رجل مثله لديه كرامة وما فعلته يعتبره إهانة له"