الفصل الاخير ج1

224 4 0
                                    

الفصل السادس والثلاثون والأخير
ج1......

وتدفقت الدموع بغزارة وهي تتذكر حادثة الإجهاض .... السيارة .... المكابح .... الطريق الجبلي والمطبات وعيون عاصم النارية وحقده المتراكم عليها
تريدين ان اصدق امرأة شغلها الشاغل الاكاذيب! تعاقبني على ذنب لم ارتكبه والله لم ارتكبه ونظرات الاستخفاف بعينيه رغم دموعها .... وماذا بعد يا ترى تريدين ان تشرحي لي كيفية الخيانة؟
تحسين لم يتمكن مني استطعت النفاذ من يده لم يحصل شيء صدقني
انت كاذبة واختلقت ذلك العذر اعتقاد منك اني ساذج ومغفل حتى اصدق قصتك الواهية؟

اسدلت اهدابها باضطراب وتمالكت اعصابها وهي تردد بهمس: "الان فهمت.... فهمت عاصم وحكايته معي وتكذيبه الدائم لي وقسوته الغريبة وشخصيته الانطوائية العدوانية.... اشكرك طارق لأنك انرت لي الطريق المظلم فقد كنت تائهة واهتديت الان"

تأملها بتجهم عندما اقتربت منه واردفت بنبرة صادقة: " طارق اذا كنت تحب عاصم وتهمك حياته ومستقبله وسعادته وتريد ان ترد له الجميل على خوفه وحرصه وتضحياته من اجلك وان كنت تعير لي بعض الاهتمام والقليل من التقدير اسدي لي معروف حتى استطيع ان اكمل الطريق وحدي وتكون خطوتي واثقة"
هو وبفتور: "لا افهم ماذا تريدين مني؟ كيف لي ان اساعدك؟ وبأي وسيلة؟ ولا افهم بماذا تفكرين؟"

وضعت يدها على كتفه وقالت بنبرة راجية: "أعطني عنوان زوجته السابقة او رقم هاتفها او أي شيء يوصلني اليها"
قطب جبينه وضاقت عينيه محدقا بعينيها وقال بهمس: " فهمت.... لا انصحك بالتقليب والنبش بأوراق عاصم وماضيه لان ذلك سيزعجه انا اعرف اخي لا يحب ان يعبث أحدا بخصوصياته احذرك ربما ستعرضين نفسك لأشياء انت في غنى عنها"
هي وبانفعال وهي تشد قميصه: "انا واثقة ومتأكدة من نفسي وسأثبت لك ولعاصم وللعالم اني صادقة وبريئة والطفل كان من عاصم ولم اكذب بشأن ليلة اليخت .... الا آن الأوان للظلم ان ينجلي وتتجلى شمس الحقيقة؟ .... اريد ان اثبت براءتي .... اريد دليل براءتي يا طارق"
............
خرجت من الشقة مسرعة حتى انها تجاهلت غيث الذي لاقاها عند الباب وكان محمل بالأكياس وقال باهتمام كبير وهو يخط خلفها: "الا تبقي قليلا لقد احضرت البيتزا و"
ابتعدت ولم تسمع بقية كلامه فقد بدى لها ساذجا وسطهم وهم ابطال المأساة والصراع على أوجه!
.......................
في المساء عادت الى بيتها بيت النار والدمار بيت الكذب والخيانة وهي خائبة وحزينة ومتخاذلة وارادت ان تدخل غرفتها فورا الان صوت رجاء المنبعث من الصالة جعلها تتوقف عندما نادت: "سارة عدت حبيبتي؟ تعالي"

ضاقت عينيها ثم اتجهت نحو الصالة ودخلت ورمقتها بنظرة حالكة .... ابتسمت رجاء قائلة بلطف: "ماذا فعلت وأين كنت مختفية كل اليوم؟ أخبرني تحسين انك تركت العمل لماذا؟"

فترت تعابيرها وسارت ببطء نحوها وقالت ببرود: "لاني استسلمت وضعفت وفكرت بروية بعد ان خسرت كل شيء وليس لي امل بعودة ما فقدته .... استسلمت لمصيري وقدري الذي وضع امامي طريق واحد دون خيار"
تحركت اهداب رجاء وقالت باقتضاب وبنبرة صارمة: "استسلمت؟ لا افهم ما قصدك؟ أخشى ان تكوني فكرت بالهرب او الرحيل؟"
هزت رأسها قائلة بابتسامة حزينة: "انا أضعف من ان اتخذ خطوة مثل هذه .... لا مفر لي .... ليس لي الا ان أكون لتحسين الخوري فقد تعبت وتخبطت كثيرا وفقدت القدرة على المقاومة خاصة وان تحسين تمكن مني في تلك الليلة التي جاهدت وحاربت حتى أنكر استسلامي له .... كان كل هدفي ان ارضي عاصم واخطط لعودة له لكن للأسف عاصم طردني من حياته ولا امل لي معه .... حياتي تحطمت يا امي وعلي ان انقذ ما تبقى منها فقد اريق ماء وجهي وعلي ان اقف من جديد وتحسين الخوري هو مصدر قوة بالنسبة لي مال وممتلكات وسلطة"

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن