الفصل السابع

254 7 0
                                    

الفصل السابع...........

كان وجهها في الأرض لم تتبين منه الا خصلات شعرها المتناثرة المتهدلة وبقيت صامتة ولا تعرف ماذا تقول.
وضعت رجاء يدها برفق فوق كتفها وسرت بأوصال سارة رجفة عندما قالت بضغط: "أخبريني ماذا عندك؟"
اجابت سارة عبر عيون محتقنه حمراء: "عاصم الراسي تزوجني"
شهقت رجاء وضربت على صدرها بصدمة.
ساد صمت مريب ورفعت بصرها وفي عينيها الدامعتين نظرة حزينة جدا وخجلة لترى وجه والدتها مصفرا وكأن صاعقة إصابة رأسها وقالت بندم: "اقنعني بالزواج ولم نبقى في بيروت سوى بضعة أيام بعدها ارجعني الى سوريا وتزوجنا واستأجر لي شقة لأسبوع فقط .... قال انه سيهيأ لي مسكن مناسب فيما بعد وطلب مني ان يبقى زواجنا غير معلن لحين استقرار وضع طارق وتسوية اموره لا اعرف... لا اعرف ماذا دهاني ووافقت كأني كنت واقعة تحت تأثير سحره ووعوده لقد عشمني بال"

رجاء مقاطعة وبتأنيب وخيبة: "اسكتي.... خيبت ظني بك ما حسبتك ضعيفة وغبية هكذا .... ظننتك أنضج مما انت عليه .... ماذا أقول لوالدك الان؟ كيف أواجه الأقارب والجيران والمجتمع كيف ارض عن نفسي وابنتي متزوجة بالسر عن أهلها وابوها كيف اتصالح معك ومع نفسي وانت ضيعت حالك وأصبحت لرجل صعلوك مفلس مهدد وكذاب ومنافق ..... لا تنتظري مني أي مساعدة .... اذهبي وحرري نفسك من تلك الورطة انا نصحتك بالابتعاد عن عاصم الالعبان ووجدت نفسي مضطرة ان اترك لك مساحة من الحرية عندما قررت السفر معه قلت لا بأس لتكن فترة تعارف لتكتشف بها عيوب واكاذيب ذلك الرجل وستعود وعقلها برأسها وتنطفأ فورة الانبهار والاعجاب التي كانت بأوجها عندك لم أتوقع منك ابدا ان تعودي وانت ملكه .... احصدي يا سارة ثمار ذنبك"

اخفت وجهها بيديها وقالت ببكاء وانفعال: "لكنني احببته"
ابتسمت رجاء بمرارة وقالت باتهام: "اعرفك جيدا سارة انت لم تحبي ذلك الرجل وانما أحببت وضعه ومكانته ابهرك بكل ما لديه وتأملت وكبرت الاماني بداخلك ووجدته غنيمة وكسب كبير ظننته المارد الذي سيحقق لك كل احلامك ... للأسف انت الخاسرة اليوم .... ان كنت شجاعة كما تتظاهرين اذهبي واعترفي لابوك بكل ما اقترفته"

هي وببكاء: "ربما انت محقة لكن ارجوك لا تتخلي عني انا بحاجة اليك لا تقولي شيئا لابي ارجوك انا"
اغمضت عينيها وضغطت على اسنانها عندما خرجت والدتها من الغرفة بخطى غاضبة وصفقت الباب خلفها انت أيضا لك دور بما اقترفته كنت في باطنك راضية عن تصرفاتي ولا تريدين ان تعترفي
كنت طامعة بعاصم الراسي وتتظاهرين بالاعتراض انا أيضا افهمك جيدا فانا اشبهك هذه تربيتك انت يا امي.

والقت الجهاز بعصبية مفرطة عندما رن لتجد المتصل عاصم وتهشم على الأرض امام عينيها الملتهبين! لقد خدعتني يا عاصم خدعتني.

بعد مرور يومين ثبت الامر على عاصم الراسي وبدأت كل الصحف تتكلم عن افلاسه وربما احتجازه مما جعل سارة تدخل بنوبة كآبة كبيرة وخيبة وخذلان وطوال اليومين نائمة ولا تريد رؤية احد اعصابها منهارة للغاية وصراع كبير يقطعها اربا .....
فتحت عينيها ببطء عندما سمعت رنين متلاحق للجرس مع طرق على الباب واعتدلت بتململ وتطلعت الى الساعة التي تشير الى الحادية عشر قبل الظهيرة .... يبدو ان لا أحد بالبيت حتى يبقى الجرس يرن بتتابع.
سارت بخطى كسولة وخصلاتها تتلاعب على ظهرها وكتفيها بفوضى واهمال وادارت مقبض الباب قائلة بهمس وضجر: "حسنا حسنا"
واتسعت عينيها الناعسين على اشدهما عندما رأت عاصم امامها وكأنها رأت شبح!

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن