عودة الجاحد

207 68 8
                                    

دخلت الى البيت بتعب بعد يوم دراسي أخر ... بينما أزيل حذائي بجانب الباب قائلة :

مرحبا!!! ... أمي لقد عدت .

ليأتي صوت من خلفي  قائلا:

اهلا ابنتي كيف كانت المدرسة!!!

أدرت رأسي بسرعة بينما أحركه يمينا و يسارا عل أجد مصدر ذلك الصوت  قبل أن تقرع  الحرب طبولها داخلي بين عقل جازم للحقيقة و قلب لا يصدق  .

 توسعت عيناي من دهشة ما رأيت  حتى أنني لم أعد أشعر بجسدي  ... محدثتا نفسي بصوت منخفض و أثار الصدمة و الدهشة بادية علي :

!!ماذا؟  لا أصدق ما تراه عيناي!!  أبي!!  لكن... متى؟ ...متى عاد من سفره  ... لم يمر الا اسبوعان على غيابه...  ليته لم يعد الان .

استفقت من شرودي و تتذكر أني في ملابس المدرسة , لأشد  طرف قميصي با أيد مرتعشة و قلب يكاد يخرج من صدري ... أصطنع القوة قائلة  :

أهلا بعودتك يا أبي كيف كانت رحلتك؟ 

!!!لقد اشتقت إليك كثيرا

 ماذا احضرت لنا معك ؟؟

عم صمت مرعب  الغرفة بعد حديثي  ذلك و الذي لم ينبس ببنت شفة بعده أو يسايرني با الرد عليه حتى .

وقفت في مكاني لفترة حتى استقام من كرسيه الخشبي يمشي ناحيتي بخطوات ثقال , ابتلعت ريقي الجاف عند اقترابه مني و رفع رأسه لينظر إلي نظرة ساخرة.

 فجاءة!!! ... و بدون أن أشعر رفع أبي يده صافعا وجهي صفعة تردد صوتها في كل انحاء المنزل من قوتها تاركا علاماته على وجنتي.... كنت أعلم أن هذا اليوم لن يمر بسلام كا الذي سبقه

وضعت يدي على فمي لأكتم الصرخة التي أحسست أنّها ستنطلق ... بعدما نزلت دموعي من محجرهما ... ما هي إلا لحظات حتى أمسك أبي بشعري ليجرني خلفه ... مع صراخي  و توسلي له بتركي ... حتى شعرت با شيء بارد لامس رأسي لأفقد وعيي من بعده.

فتحت عيني بعد مدة على صوت تلامس قطرات الماء للأرض  لأجد نفسي جاثية عليها ...رفعت جسدي با صعوبة  بينما أمسك برأسي بعد أن أصبحت ساقاي لا تقوى على حملي .

فتحت عيني مجددا أحاول تذكر ماذا حدث و ما هذا المكان ... و لكنني لم أستطع رؤية شيء الا الظلام ... ظلام دامس في كل ركن من أركانه.

  بعد محاولات و إخفاقات عديدة استطعت أخيرا التعرف على المكان و رؤيته شيئا فشيئا بعد أن اعتادت عيناي على اللون الأسود , أجول بناظري على المكان  حولي  حتى اقشعر بدني وسَرَتْ فيه رعشة من الخوف والهلع... لأحتضن نفسي قائلة : 

 يا إلهي ما هذا المكان المخيف !!!؟

كانت غرفة في الجزء السفلي فيما يبدو ...   ليس بها إلا سرير قديم  و سقف متهالك , و لا يوجد أي نوافذ الا فتحة صغير في نهاية السقف تكاد تسمح بمرور ضوء الشمس عبرها .

 لا أعتقد أني ابتعدت عن منزلي كثيرا فلازلت أستطيع سماع صوت نباح كلب جيراننا  ... اذا كان الأمر كذلك !!!

فلما لم يسمع أحد صراخي و عويلي عندما كنت أبكي!!! 

أين أنا ؟

من أتى بي الى هنا ؟

ماذا يحدث ؟

 لماذا كل هذا التشتت الذي أعيشه ؟ 

هل سأمضي حياتي في التفكير و الاستسلام و فعل أمور لن أجد منها إلا التعب و الهلاك؟

سلسلة حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن