دخلت في ذلك اليوم و كلي إصرار على ترك ذلك العمل القذر ... و لكن ما لفت إنتباهي هو الإزدحام الشديد على غير العادة ... فا الأيام المزدحمة دائما تكون في نهاية الأسبوع بعد أن تبدأ الشمس في إسدال ستائرها ... أخرجت ساعة والدي الفضية من جيب سترتي أنظر للوقت ... انها التاسعة صباحا !!! ... ما الذي يحدث هنا!!!؟ ... لما كل هذه الجموع محتشدون في بعضهم !!!؟
و لما يهمني الأمر سا أرتاح من هذا المكان اليوم على أي حال ... تجاوزت الازدحام بصعوبة متجهة الى مكتب المدير ... وقفت في الردهة حيث يقبع مكتبه ألتقط أنفاسي بعد حرب العبور التي خضتها لتوي ... رفعت يدي في إستعداد مني لطرق الباب... و لكن قاطعني عن ذلك صوت ينادي بإسمي من خلفي ... إلتفت في استغراب تام ... لا أحد يعرف إسمي هنا ... حتى المدير كان دائما يناديني با (الغريبة ) ... كوني لم أكن كا باقي الفتيات اللاتي يعملن في ذات المجال ... حيث أني لم أنصع الى رغبات أشباه الرجال با الإختلاء بي في أحد غرف الحانة ... أدرت ظهري للواقف خلفي في صمت ... لم أجد ما أتحدث به ... أنظر إليه و عيناي تقول ما يريد عقلي قوله.
نظر إلي با عيون غاضبة موجها سلاحه في رأسي صارخا في وجهي قائلا:
ما الذي تفعلينه هنا!!!؟ ... أليس لديكي عمل !!!؟... أعتقد بأنكي أخطأت الطريق لساحة الرقص من هناك!! ... بينما يشير إلى الجهة الأخرى ... لم أجد ما أجيبه به ... حملت جسدي الهزيل لأحد الغرف بنية تبديل ملابسي بينما تدور الأفكار في رأسي كأنها دوامة .توقفت قبل أن أبتعد عن ذلك الذي لا زال ينظر إلي... إستدرت أنظر إليه و أنا أقترب منه ببطئ و كل ما يدور في عقلي ... كلا لن أعود لنفس العذاب لنفس الذل الذي قضيته في هذا المكان... وقفت أمامه مجددا محافظة على التواصل البصري بيني و بينه... شعرت بتوتره من نظراتي الجريئة تلك ... لا أعرف من أين أتتني تلك القوة !!! ... فا أنا عادة ما أكون خجولة .
إسمع يا هذا ... أتيت إلى هنا لمقابلة المدير ... و لن أذهب إلى أي مكان قبل أن أتحدث معه.
إبتسم لجرئتي في الحديث خاصة بعد رؤيتي لسلاحه الذي لا زال في يده قائلا با سخرية:
يبدو بأنك تبحثين عن المشاكل يا صغيرة!!!
إبتسمت با جانبية و أنا أنظر لعينيه ... بدون أن أتعب نفسي في الإجابة... تجاهلته عائدة إلى نهاية الردهة حيث يقبع مكتب ذلك القذر الذي أعمل عنده... و قبل أن أعبره أمسك بمعصمي بقوة ساحبا إياي للوقوف أمام مجددا.
من تظن نفسك لتفعل هذا!!!؟
شادي!!!
قالها مع إبتسامة بلهاء لم أستطع تفسيرها ...!!!و ما شأني بإسمك ... لا يهمني من تكون أو من أنت فقط أغرب عن وجهي.
عدت أقف أمام باب ذلك المكتب ... و لكن الغريب في هذه المرة لم يمنعني ذلك الأحمق لا بتهديد و لا بسحبي بعيدا عن الباب ... اكتفى فقط با مراقبتي من مكانه... نظرت اليه مطولا لم تتغير ملامحه ... كان الهدوء و الغضب و الخوف و السعادة و الحزن مسيطرين علي ملامحه أنا ذاك ... ملئت رئتاي با الهواء قبل أن أبدأ في طرق الباب .
أنت تقرأ
سلسلة حياتي
Non-Fictionسوف نتقابل مجددا يا مهند , و في تلك اللحظة سأسألك عن سبب فعلتك تلك.