أغلقت عيني متمسكة بتلك اليدين لأستيقظ صباح اليوم التالي على صوت طرق خفيف على الباب تجهم وجهي بينما أتأمل هذا المكان الغريب باستنكار و حيرة قائلة : كيف وصلت الى هنا !!!؟
انتفض جسدي عند شعوري بفتح الباب لأرفع المصباح الذي كان بجانبي بسرعة بعد أن أغلقت عيني بقوة شديدة , فتحت عيني با بطئ حتى رأيته جالس على الكرسي أمامي بينما نظره منصب على الأرض تحتنا و الذي لم يكن ظاهرا منه سوى كف يده ,سحبت جسدي للخلف حتى ألصقت ظهري على الحائط با أنفاس مضطربة وعيناي تنظر اليه بتوجس و جفني تأبى التحرك وضعت يدي الأخرى على المصباح با كلمات متقطعة قائلة :
مم ... من أنت!!!؟
غير أني أعدت طرح سؤالي له أكثر من مرة و كل ما تلقيته منه هو الصمت فقط .
ران صمت طويل بيننا ليعم هدوء خانق أرجاء الغرفة , و أنا لازلت أمسك بذلك المصباح و الخوف و القلق يزداد داخلي كلما طال ذلك الصمت حتى انتصب من مكانه و هم خارج الغرفة و عيناي تراقبه حتى اختفى , وضعت يدي مكان الجرح بسرعة متباطئة بينما أبعد اللحاف عن جسدي بيدي الأخرى فما ان لامست قدماي الأرض حتى اجتاحني ألم رهيب في معدتي .
أنزلت رأسي أنظر الى مكان الألم بينما يداي ترتجف حتى ذهلت مما رأيت كان الدم ينزف منه باستمرار و من دون توقف , رفعت يدي التي تحولت الى اللون الأحمر حتى وضعت يدي على فمي لكتم أنفاسي التي تسارعت رعبا و خوفا مما رأيت ليكتسحني دوار قوي اثر فقدي الكثير من الدماء حتى فقدت تركزي تبعا لذلك ,ارتشفت دموعي با ألم بينما دخلت في دوامة التفكير لظني عدم نجاتي هذه المرة أيضا .
استغرقت في التفكير دقائق حتى داهم ذلك الشخص الغرفة بينما يحمل علبة اسعافات أولية بين يديه تجهم با غيظ عند رؤيتي بذلك الحال حتى أفلت ما بيده و ركض الي بسرعة في محاولة لمساعدتي , اقشعر بدني و سرت فيه حالة من الخوف و الذعر لأبعد يده بسرعه عني بكل ما تبقى عندي من قوة أنشج بقوة و صراخ قائلة :
ابتعد عني لست بحاجة الى شفقة من أحد دعني أمت و أرتاح!!! .
ابتعد خطوات عني لعل أهدئ قليلا حتى شعرت با لألم ارتفع الى مقدمة رأسي لأخرج صرخة قوية كادت تمزق أحشائي من الداخل فاندفع بسرعة في اتجاهي ليحملني الي السرير وسط رفضي و طلبي المستمر بتركي .
عاد الى مكانه يلتقط علبة اسعافات المرمية على الأرض ثم جلس على الكرسي مقابلا لي , وضعت يدي على عيني كي لا تقع نصب عينيه و يرى تلك النظرة المرتعدة في عيني بينما أتحدث في نفسي قائلة :
يا الهي ان كان حلما سيئا أجعلني أستيقظ منه الآن .
رفع فستاني الأزرق الذي صار لونه قرمزيا من دمائي العالقة فيه , أبعد نظره عن ساقاي المكشوفتان بعد أن أمسك اللحاف يغطي جسدي العاري حتى أصبح الجرح أمام مرأ عينه , شرع بعد ذلك في تغيير الجرح ليبدأ في ازالت أقطابه المتقطعة , أمسكت يده بقوة كا ردة فعل لما أشعر به من ألم حتى وضع يده فوق يدي في محاولة منه لتخفيف ما أشعر به , عضضت شفتي السفلى بخجل حتى انتهائه من ذلك .
بعد ذلك اليوم شعرت أن الأيام تمضي بسرعة بلا توقف و حالي معه لا زال كما هو كل ما أراه كفاه فقط يلازم ارتداء ذلك القناع حتى خلال نومه .
استطعت استعادة نصف قوتي مع مرور تلك المدة حتى أصبحت قادرة على السير بمفردي.
جلست على سرير غرفتي بعد أن أبى النوم أن يزور جفوني مع عدم توقف عقلي عن التفكير و القلق و خوفي على عائلتي و ما سيحدث معهم فا كلما مر الوقت أكثر زادت تلك الشعلة حجما في قلبي .
ضغطت على قلبي بقوة أرتشف دموعي لأحادثه قائلة :
تحملت كثيرا من الوجع يكفي الى هذا الحد ألم تمل هذا الواقع لما لا زلت متمسكا بهذه الحياة القاسية !!!؟
رفعت رأسي لأجده جالس أمامي يحمل صحنا من الطعام بين يديه حدقت اليه و عيناي تذرف دموعها على وجنتي قائلة :
لا تكذب على نفسك و تدعي اهتمامك للأمري كلانا يعلم بعدم رغبتك في ذلك.
مسحت دمعتي العالقة في عيني لأنزل على ركبتي أمامه بترجي قائلة :
أرجوك !! دعني أعود الى عائلتي انني فعلا ممتنة لك على ما فعلته معي سوف أرحل الآن أو لاحقا لذا لا تصعب الأمر على كلانا أرجوك.
سمعت تنهيدته الحانقة تبعها صمته المعتاد لأعود بخطواتي الى مكاني السابق بملامح تحمل مسحة من الحرج و الاحباط بسبب قربي المفاجئ منه .
ترك صحن الطعام على الطاولة بجانب السرير ليستقيم أخذا بجسده خارج الغرفة و قبل أن يخرج توقف عند الباب و كل ما يقابلني منه ظهره وضع يده على الباب ليضربه بقوة حتى كاد يتحطم .
أثار ذلك المنظر في نفسي الحيرة و الاندهاش حتى أخرجت الهواء بقلة حيلة قائلة :
يا الاهي ما الذي سأفعله الآن ؟ هل أرحل و أتركه بعد كل ما فعله لأجلي أم أبقى هنا ؟ و لكن ان لم أرحل الآن لن أرتاح و تفكيري معلق بما سيحدث لعائلتي!!!
أنت تقرأ
سلسلة حياتي
Non-Fictionسوف نتقابل مجددا يا مهند , و في تلك اللحظة سأسألك عن سبب فعلتك تلك.