(ماري) Part 41

57 36 9
                                    

كنت جالسة على كرسي بجانب النافذة ... بعد أن نامت والدتي لشدة تعبها ... انها مريضة قلب لسنين طويلة ... كل يوم يمر علي كأنه ثماني و أربعون  ساعة و ليس أربعة و عشرين ... يطول فيه تفكيري و تخيلي لفقدها في أي لحظة ... انها أخر ما تبقى لي في هذا العالم هي و شادي... شادي !!! ابتسم بعمق كلما زارة ذاكرتي لحظة لقائي به أول مرة ... لقد كان شاب خجولا جدا  و أنا لم أقل عنه في ذلك ... طال الصمت بيننا في ذلك اليوم حتى ظننته أبكم لا يستطيع الكلام... رغم عدم ملائمة الوقت أو المكان للقائنا ... تشابهت ظروفنا كثيرا ... هو عاش حياته كلها في ميتم لم يستطع رؤية أحد من والديه ... أخبروه بعد اصرار منه أن والده قتل والدته لأنه كان يحب امرأة تصغره با 10 سنوات لتضعه والدته أمام باب ذلك الميتم خوفا على حياته ... و أنا ... فتاة مات والدها يوم ولادتها وسط حريق في أحد المخازن التي كان مسؤولا عنها .

أتذكر لحظة انضمامي لتلك العصابة قصرا... لم أرد الدخول في مشاكلهم و جرائمهم ... و لكن شاء القدر لي في ذلك ... مثل هذه الليلة من العام الماضي دخلت والدتي في غيبوبة و هي نائمة في منتصف الليل ... ذهبت ركضا الى منزل الطبيب الذي اعتاد معاينتها ... غير أبهة الى ظلمة تلك الليلة أو الى تأخر الوقت ... كل ما يدور في رأسي انقاذها ... لا أقوى على هذه الحياة بدونها ... كنت أركض أنا و الطبيب باتجاه بيتنا حافية القدمين لا أعطي لألم قدمي بالا بعد أن غرست النباتات أشواكها الحادة داخلها ... صفعت الباب بقوة أمسك بركبتي بتعب أشير الى مكان الغرفة ... دخل الطبيب مسرعا اليها ... بقيت أنتظر خارجا لا أقوى على الدخول و رؤية شكلها المريض و الغائب عن الوعي .

دقائق مرة على كأنها عام ... ليخرج الطبيب الي بينما يمسك حقيبته الجلدية السوداء ... يخبرني بما كنت أخشاه ... انها تحتاج الى عملية مستعجلة أو سيتوقف قلبها عن العمل و نفقدها ... غادر الطبيب المنزل لأغرق في أفكاري ... من أين سا أتي با المال الكافي للعملية !!!؟ ... اذا كنا نتدبر أمرنا بصعوبة .

فتحت باب الغرفة بحذر متفادية عدم ازعاجها فا جسدها بحاجة الى الراحة ... أخذتني قدماي للخارج لا أعرف وجهتي ... ما هي الا دقائق وجدت نفسي أمام أحد الحانات ... ترددت كثيرا في الدخول ... و لكن ليس هناك حل أخر ... جلست أمام طاولة تقديم المشروبات قائلة :

أريد مقابلة المدير!!!

أشار ساقي الحانة الى ممر طويل قائلا:

أخر باب في نهاية ذلك الممر .

استقمت من مكاني بثقل كبير ... أجر جسدي الخالي من المشاعر ... مدركة لما أقحمت نفسي فيه ليس لدي خيار أخر ... اما حياتي أو موت أمي ... با التأكيد لن أجازف بفقدانها ... هذا أقل ما يمكنني فعله لأجلها ... قلتها محادثا نفسي في محاولة مني تشجيعها ... زفرت الهواء بخنق ثم هممت الى طرق ذلك الباب ذا اللون الذهبي ... لقد كان مختلفا عن بقيه الأبواب تخرج منه رائحة السجائر و الخمر ... دخلت بعد أن سمح لي المدير بذلك .

سلسلة حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن