أخذت أركض بعيدا بعد أن تملكني الخوف ... بينما أنور يركض خلفي متعجبا سبب ذلك القلق و الرجفة الظاهرة في أطرافي ... شعرت كأن الطريق أصبح طويلا فجأة و أن قدماي تفقد سرعتها ... سقطت في منتصف الطريق على ركبتي ... بعد أن خارت قواي حتى أظلم كل شيء حولي ... رفعت رأسي بعد أن فقدت تركيزي .
أصبحت الكثير من الأصوات تتداخل في عقلي أصوات أعرفها و أخرى لم أسمعها من قبل ... كان أحدها يقول :
اقتربت النهاية لن يمكنك النجاة هذه المرة !!!؟
و الأخر يقول:
لن تنجو أبدا ... سوف تسقى هذه الأرض من دماءك ... و تكون جثتك وجبة لذئاب الليل !!!.
ثم أصبحت تتكرر كلمة ... "لن تنجو" ... "لن تنجو" ... حتى أغلقت عيني فاقدا لوعيي.
استيقظت غير قادر على الحراك ... أمسكت رأسي بسبب شعوري با الصداع يجتاحني... حركت عيني في المكان بينما عقلي يعيد أحداث الليلة الماضية ... كما توقعت كان أنور جالس بجانبي بعد أن غلبه النعاس على أحد أعمدة الخيمة .
رفعت رأسي أنظر الى سقف الخيمة ... بينما عقلي يدور بين أفكاري لم أعد قادرا على التفكير أكثر ... انهم لن يسمحوا لأحد با مغادرة هذا المكان قبل أن يتم اصطيادنا واحدا تلو الأخر ... لا يهم اذا كنا أحياء أو جثث خالية من الحياة ... المهم أن يزيلوا عقبة وجودنا عن طريقهم .
أمسكت رأسي بألم مرة أخرى بسبب الصداع الذي لاذ بي مجددا ... اعتدلت في جلستي ليستيقظ أنور بفزع ... ركض بسرعة في اتجاهي قائلا :
هل أنت بخير !!؟ ... يجب أن لا تتعب نفسك في الحركة ... انك لازلت متعبا .
ابتسمت له قائلا :
أنا بخير ... لا تقلق ... يا له من أمر مضحك ... البارحة كان هذا المكان يخصك و كنت من أعتني بك ... و اليوم أصبحت من تعتني بي .
أنزل رأسه بعد أن لاذ الصمت به طويلا قبل أن يردف قائلا :
أنت لم تعتني بي فقط ... لا تنسى أنك أنقذت حياتي ... أود أن أطلب منك طلبا ... و أرجوك أن لا ترفضه .
نظرت الى عينيه ... عل أقرأ فيهما ما يريد قبل أن أوافق عليه .
حسنا !!! ... قلتها بعد أن استطاع عقلي توقع ما يريده .
جثى على ركبتيه أمامي قائلا :
أريد البقاء معكم ... لا أريد الرحيل قبل أن أنتقم منهم ... لقد أذاقوني العذاب و من دون أن أقترف ذنبا في حقهم .
ثم استقام من جلسته بينما يعطيني ظهره قائلا :
أنا لست ضعيفا كما أبدو لكم ... و لا غبي كي لا أفهم ما يدور حولي ... لم أكن يوما محبا للمشاكل أو الحروب ... و لكنني أيضا لن أقف و أشاهد كل من دمر حياتي ينعم في نعيمه بينما نحن نقاسي الجحيم هنا !!!.
أنت تقرأ
سلسلة حياتي
Non-Fictionسوف نتقابل مجددا يا مهند , و في تلك اللحظة سأسألك عن سبب فعلتك تلك.