رافقته في تلك الليلة حيث لم يغمض لي جفن منذ أن رأيت الخوف في عينه ... متظاهرا با القوة و الشجاعة كأنني لا أعرفه... لطالما حفظته عن ظهر قلب ... حاولت تشجيعه و أن أعيد له ثقته بنفسه ... هو أملنا الوحيد في أنقاذ السيد عمر ... فلا مجال لنا للخوف أو التشتت .
قالها سامي جالسا على الأرض , يلتفت الى صديقه الذي أصبح الخوف و الحزن يملئ قلبه , الخوف من القادم و الحزن على مصير والده اذا لم يستطع انقاذه .
كأن الزمن توقف بهم في ذلك الكوخ , يمر الوقت ببطئ شديد و مع مروره تتزايد نبضات قلب مهند في التسارع .
شادي:
يا لا طول هذه الليلة ... منذ أن عرفت مهند و بدأت في العمل معه .... لم نقع في موقف كهذا أبداا... كان دائما التفاؤل ... لا يخشى من شيئ ... ما ان نبدأ في مهمة الا و يكون هوا أولنا .
استقام مهند من مكانه يناظر الفراغ متجها الى الخارج , حاول سامي النهوض و اللحاق به ليقاطعه مهند مؤشرا له بعدم النهوض من مكانه :
أريد أن أبقى وحدي قليلا ... أحتاج بعض الهواء المنعش .
عاد سامي الى حيث يجلس و عيناه تتبع مهند أثناء خروجه , تنهد بألم على حال صديقه , فكر قليلا حتى وقعت عيناه على ذلك الجالس أمامه .
سامي:
شادي !!!نظر شادي الى الأخر با تساؤل.
جلس سامي مقابلا له قائلا:
أريد منك أن تنفذ كل ما أطلبه منك با الحرف الواحد ... و من دون أن تسأل, هز شادي رأسه ايجابا .
في الشوارع الوسطى لتلك المدينة يسير مهند شارد الذهن و رأسه يضج با الأفكار و لكن دون جدوى , جلس على حجر في أحد زوايا الطريق يريح قدميه قليلا في انتظار طلوع الشمس و انتهاء هذه الليلة المشؤمة , وقع نظره على ضوء قوي يظهر من زقاق تلك الزاوية , و ضجة تسمع من ذلك المكان تجاهل مهند الصوت محاولا عدم التشتت قائلا:ههه أنهم أماكن ذلك المجرم... مكان قذر كهذا يليق بشخص مثله ... يرفه عن نفسه هنا ... و يعذب و يقتل الناس في أماكن أخرى... سوف تكون نهايتك بين يدي ... و لن أسمح لأحد سواي بقتلك .