الحب المفقود

105 50 2
                                    

في ذلك البلد البعيد و داخل تلك المباني المرتفعة ,  دخلت الى شقتي بتعب لأغلق الباب بقدمي بينما أخرج الهواء من جسدي بقلة حيلة فما كان مني الا أن رميت بجسدي على الأريكة المقابلة با اهمال بينما أرخي عقدة ربطة عنقي في الوقت الذي كنت أجول فيه الغرفة  بعيني حتى وقع نظري على التقويم المعلق على الحائط  قائلا :

لم يتبقى الا أسبوع واحد و أعود الى وطني ,لقد اشتقت اليها كثيرا, مرت أكثر من تلاث سنوات على أخر مرة رأيتها فيها لابد أنها قد كبرت الآن .

 لا أعلم كيف استطعت الصبر كل هذه المدة بعيدا عنها !!!؟ 

اعتدلت في جلستي بوجه متجهم قائلا :

هناك بعض الأوقات التي علينا التفكير فيها بعقولنا وحسب و أن نتجاهل كل عواطفنا في سبيل تحقيق ما نريد.

 استلقيت مجددا بعد أن أغلقت عيني أتخيل صورتها التي لم تغب عني أبدا  حتى الآن , ابتسامتها عند رؤيتي , لمعة الشغف في عيناها أثناء حديثها عن الأشياء التي تحبها .

علي أن أكمل عملي بسرعة كي لا أتأخر عن نائلة ... نائلة!!! ... ابتسامة رسمة على وجهي بعد أن نطقت اسمها لم يسبق لي و أن ناديتها به من قبل  انها عصفوري الصغير لطالما عشقت كل تفاصيلها.

نهضت من مكاني بحماس و جلست على مكتبي كي أفكر في الهدية التي يمكنني أن أقتنيها لها قبل رحيلي من هنا, أخطط على الورق ثم أكومه و أرميه با اهمال خلفي مخلفا جبال منها .

رميت القلم من يدي با همال بعد أن استغرقت مطولا في تفكيري غير المجدي و تشوش عقلي  من كثرة التركيز, أمدد جسدي المنهك من كل شيء ,فتحت باب شرفتي الصغير أملي صدري با هواء تلك الليلة المنعشة  في الوقت الذي كانت فيه عيني تتجول في شوارع اليمار ذات الاضائة الخافتة التي لم يزدها ضوء القمر المكتمل الا جمالا عن ما هي عليه, حيث كان الوقت في تلك اللحظة قد شارف على منتصف الليل .

أطلت تأملي في شوارعها و سماءها حتى شعرت با البرد ينهش أوصالي , أغلقت شرفتي ألقي بجسدي على سريري بينما تفكيري شارد في تلك الهدية التي لم أجدها بعد .

انتصبت من مكاني بسرعة لذلك المصباح الذي أنير داخل عقلي فجأة فركضت أتناول معطفي المعلق خلف الباب بخفة لأخرج بسرعة الى الشارع.


....

من أين أبدأ بهذا الألم و الحزن يرافقني في كل لحظة, أمل يتلاشى و يختفي بمجرد ايجادي لطريقه , لا أعلم هل القدر يلعب أحد ألعابه معي ؟ أم أنه امتحان أجبرت على اجتيازه  !!! لقد مللت هذه الحياة الزائفة .

حالة من الهلع و الذعر تجتاحني عند اقترابه مني  لأمثل اغمائي المتواصل , لكن الى متى !!!؟ ...الى متى سيستمر هذا الوضع المخزي !!!؟ أنه لن يتركني وشأني حتى يتأكد من فراق روحي لجسدي .

ابتسمت بشدة لظني بتصديقه موتي المؤقت حتى نهضت بفزع من مكاني ما ان سمعت صوت الضرب القريب مني , لتساورني حالة الخوف المعتادة مجددا يرافقها انتفاض جسدي حتى سمعت صوت اطلاق نار قوي وقعت على الأرض أمسك بقلبي حتى أصبح صدري يعلو و يهبط .

حركت رأسي في اتجاه الصوت و القلق و التوتر يعتريان وجهي بعد أن استطعت تحديد الاتجاه الذي يكون فيه أنه قريب جدا كا قرب العين من حاجبها , عم هدوء مخيف ارجاء المكان و الذي لم يكسره الا صوت ضجيج أفكاري حتى رأيته يصوب نظره الى الأرض بينما يبتسم بخبث , اندفعت اليه بقوة بينما أضربه بقبضتي على صدره قائلة :

ماذا تريد مني !!!؟ لما لا تقتلني و تريحني من هذا العذاب .

خرجت ضحكة عالية منه حتى عدت للخلف أجلس القرفصاء أمسك برأسي بخوف , امتقع وجهه ساخرا ليقول:

اذا كنتي تكذبين علي ! أتظنين أنني أحمق حتى أصدق ألاعيب الأطفال تلك.

أمسك شعري بشدة و غيظ  مع توسلي له بتركي حتى رماني على الأرض ليخرج سوطه و يبدأ بضربي و تعنيفي أكثر مما سبق , حاولت المقاومة و أن لا ينهار جسدي أمامه بينما أصرخ بألم و ترجي دون جدوى حتى فقدت وعيي.

توقف لحظة ينظر الي متهكم الوجه قائلا :

أتظنين أنه يمكنك استخدام نفس اللعبة معي مرتين !!! ودعي حياتك المخزية .

وضع يده على جيبه ليخرج مسدسه رمادي اللون حتى  رفعه في اتجاهي ليضغط على زره أكثر من مرة حتى استقر جسدي على الأرض.

فتحت عيني أمسك بمعدتي با ألم على ضوء القمر أتمتم قائلة :

أين أنا !!!؟

تفحصت المكان حولي بسرعة بأعين زائغة يملؤها التعب , كان غابة مظلمة و مخيفة تملؤها أصوات الذئاب الجائعة و الأشجار طويلة الافرع ميتة الأغصان استجمعت ما تبقى من طاقتي لتحرك من مكاني بسرعة كافية للخروج مما أنا فيه لا أريد أن أكون لقمة سائغة لوحوش الليل .

أمشي بصعوبة بين الأشجار العالية في حلكة الظلام باحثة عن أي أمل في الحياة , ذلك الأمل الذي طالت رحلتي في البحث عنه, لم أشعر بقدمي التي فقدت  سيطرتي عليها ولا با رأسي الذي أصبح يهذي  و قبل أن أفقد توازني و أقع في ذلك الوادي و أموت  شعرت بيد تمسك با خاصرتي .

حاولت أن أتماسك و ألا أغلق عيني و لكن ما ان ادرت ظهري لذلك الشيء حتى فقدت وعيي مجددا بعد أن أصبحت ثيابي كتلة من الدماء النازفة.

سلسلة حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن