العقول التائهة

86 49 3
                                    

ركضت سريعا الى المطبخ  بعدما شعرت بانحسار الهواء في رئتي بينما أزحزح طاقة الغضب التي تملكتني اثر حديثه الأمر ذلك لأتابع بسخرية قائلة :

من يظن نفسه كي يتحدث معي بتلك الطريقة ؟ هل يعتقد أنني خادمة عنده ؟.

لأردف بنبرة مغايرة مع تجهم وجهي قائلة:

لكن لن أستطيع النوم وحدي في الغرفة  ان هذه الغابة مخيفة جدا لا أعلم كيف استطاع العيش فيها وحده  حسنا سوف أوافق لهذه الليلة فقط ، 

تجاهلت ضيقي و ما أشعر به في لحظة لأكمل عملي المعتاد منذ مكوثه على الفراش لأتنهد بقلة حيلة مع اقتراب وقت العشاء لأحمل الطعام الى الغرفة حيث ينام، ما ان دخلت اليه حتى قطبت حاجبي في حيرة من نومه الطويل لأردف بهمس :

كيف يمكنه النوم كل هذه المدة ؟ ألا يكتفي منه أبدا ؟

حركت جسده بخفة حتى يستيقظ و لكن دون استجابة لينقبض قلبي مع علمي با سرعة استيقاظه لأضع اصبعي على أوردة يده اليسرى بترقب وتوجس حتى تحسست نبضه لأتنفس الصعداء بعمق لشعوري بذلك .

وضعت الغطاء عليه تجنبا لالتقاطه أي برد لأعود بالطبق الى المطبخ ثم عدت بعد ذلك لأفرد كومة الأغطية على الأرض بطريقة يسهل علي النوم فوقها ثم استلقيت عليها لأغمض عيناي و أغوص في أحلامي .

بعد ساعة من التقلب في مكاني يمينا و شمالا و بعد أن أبى النوم أن ينصاع الي ،أغلقت عيني بصعوبة بينما بلغت الأفكار في عقلي ذروتها  ليقاطعني عن ذلك صوت أنين خافت لأرفع جسدي من مكاني بسرعة و بينما أتتبع مصدر الصوت حتى توقفت بي أذني الى ذلك النائم على الأريكة  بينما يتمتم با كلمات غير مفهومة .

رفعت كفي على جبينه حتى صعقت من ذلك ، كانت حرارته مرتفعة لدرجة تجعل الجلد يحترق  بينما كان العرق  يبلل الغطاء و الوسادة التي ينام عليها .

جريت الى الحمام المقابل و كل ما يدور في عقلي هو مساعدته و التخلص من تلك الحرارة قبل أن تتلف له شيئا في دماغه  ،تناولت دلوا لأضعه تحت صنبور الماء البارد و أخذت القطعة القماشية لأغمرها في الماء داخل الدلو.

عدت بسرعة اليه بينما أفكر في طريقة لوضع الكمادة على رأسه و ذلك القناع على وجهه لأضع يدي عليه حتى أوشكت على نزعه ليمسك بيدي بسرعة ،انتفضت من مكاني لألاحظ يده الأخرى التي تحثني على نزعه .

ترددت في بداية الأمر خشية أن يزعجه ذلك بعد أن يتعافى و يستعيد وعيه حتى شعرت بعدم انتظام تنفسه و اختناقه لأخذ القناع بسرعة و أرميه بعيدا و الخوف و القلق يعتريان وجهي قائلة:

هل أنت بخير ؟ أخبرني اذا احتجت الى شيء .

بقيت طوال تلك الليلة جالسة بجانبه أخذ القماشة من جبينه ثم أغمرها با الماء في الدلو و أعصرها ثم أفردها على جبينه مرة أخرى و هكذا حتى شعرت با انخفاض حرارته  لأقترب من أذنه هامسة :

سلسلة حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن