ألقيت بجسدي فوق تلك الأرضية الصلبة ...متأملا السماء السوداء و نجومها المتلألئة ... ألقي بيدي با اهمال أقاوم ألم جرحي النازف ... اعتدلت في جلستي أحرك جسدي المتصلب ... أطلت النظر في يدي بينما عقلي سارح في أفكاري ... أخرجت الهواء بألم قبل أن أرفع رأسي متفاجأ أنظر الى الواقف بجانبي ... أكاد لا أشعر با جفني يتحرك من هول ما رأيت ... كأن عقلي توقف عن العمل .
مهند !!!! ...هل أنا أحلم ؟ ظننت أن زمن المعجزات قد انتهى !!! .
كاد جسدي يندفع لاحتضانه ... حتى أظلمت عيني في تذكر ذلك الوعد الذي قطعته قبل ساعات لنفسي ... اقتربت منه بحذر شديد أمسك سلاحي في يدي بينما لم يشعر بوجودي ... ألصقت سلاحي بجسده من الخلف لتسري رعشة في جسده كان من السهل علي الشعور بها ... حاول التحرك و الاستدارة لمعرفة الواقف خلفه ... حتى أوقفته قائلا :
اياك و التحرك ... لن يكون من الصعب عليك التعرف على يا صديقي .
أطال الصمت كثيرا ... لقد عرفني من دون أن أتحدث ... كنت أعلم بأن هذه الرحلة ستكون مليئة با المفاجأة ... و لكن ما لم أتوقع أن تكون هذا النوع من المفاجأة ... لو علمت بمجيئه هنا لما حركت قدما في رمال هذا المدينة ... و لكن يبدو أن للقدر رأي أخر .
كدت أن أتحرك بعيدا عنه مغادرا ذلك المكان و من دون أن أنظر الى وجهه حتى قاطعني عن ذلك قائلا :
اذا أتيت الى هنا لقتلي فا افعل ذلك بسرعة ... أشعر بأن نهايتي ستكون على هذه الأرض ... موتي على يدك سيكون أرحم من موتي في حرب لن ينوبنا منها الا التعب و المعاناة .
عن ماذا يتحدث !!!؟ أي حرب هذه التي سيموت فيها !!!؟ هل هذا سبب مجيئه الى هنا !!!؟ حرب خاسرة !!!؟
استجمعت نفسي قائلا بسخرية في محاولة مني استفزازه و يبدو أنني نجحت في ذلك :
هل تعتقد أنه يمكنك خداعي بهذه الأكاذيب !!!؟ ... أنظر الى الموقف المخزي الذي وضعت نفسك فيه ... لو لم تأخذ تلك الرهينة و تختطفه مني لما كنا الأن في هذا الموقف السخيف ... معك حق لا يوجد من يلام على ذلك الا نفسي التي سمحت لها بأن تضع ثقتها الكاملة با طفل لم يتجاوز الرابع و العشرين من عمره ... ماذا كنت تعتقد أنني سأتركك أو سأكون عاجزا عن ايجادك .ثم أصبح صوتي يرتفع خارجا عن سيطرتي بعد أن أصبحت رؤيتي غير واضحة نتيجة الدموع المتجمعة عليها قائلا :
أخبرني فقط لماذا فعلتها !!!؟ ... لماذا خنتني !!!؟ ... ما الذي أخطأت فيه معك كي تفعل بي كل هذا !!!؟... هل قصرت في شيء معك !!!؟ ... أخبرني و اللعنة عليك.
أزلتها بكم قميصي بعد أن شعرت با استدارته ناحيتي حتى أصبحت عيناه مقابلا لي با ثبات ممزوج مع القليل من الحزن قائلا :