عدت بعد ساعات الى الكوخ أكاد أستطيع رفع جفناي من التعب ... فأنا لم أنم الليلتين الماضيتين ... شعرت بحركة غريبة في الداخل كأن أحد يبحث عن شيئ ... وضعت ما في يدي و أنا أقترب من مصدر الصوت وأتحسس مسدسي الموضوع في حزامي .
أناظر المكان و أبحث بحذر عن ما سبب تلك الضجة ... لم أشعر الا و يد تلف حول رقبتي و سلاح مصوب ناحية رأسي ... أغمضت عيني أودع الحياة ...أستنشق أخر أنفاسي ... طال انتظاري و لم يتغير شيئ ... هل أنا أحلم ؟ ... ماهي الا دقائق حتى اخترق أذني صوت ضحكات تتعالى من خلفي ... مهلا ... هل هذا أنت!!؟
خرجت من منزل رامي أركض باتجاه كوخي بدون توقف ... هائم في مخيلتي أخشى أن أتأخر و يقتل و لا يصبح ذلك الحلم الا واقع أتحسر على عيشه... دفعت الباب كا الثور الهائج و أنا أبحث عنه في كل ركن ... هل قتلوه؟ أصبحت أنادي بصوت عالى عله يسمعني ... دون جدوى ... أليست هذه حقيبته !!!
لا أزال أفتش داخل حقيبته عن ما يفسر حيرتي ... حتى سمعت الباب يفتح ... اقتربت بحذر حتى لمحت سامي يتقدم ببطئ من مكاني ... ابتسمت بخبث على غباء صديقي ... فا قررت أن ألاعبه قليلا ... أخذت سلاحي بسرعة و بهمس ... أمسكت برقبته و وجهة سلاحي على رأسه ... تجمد المسكين حتى كاد قلبه يتوقف ... لم أتحمل منظره حتى سقطت على الأرض لأنفجر ضاحكا على ملامحه قائلا:(ههههه أأخ يا قلبي ... لا أستطيع تحمل وجهك الغبي هذا!!!).
سامي:
جلست على الكرسي أنتظر انتهاءه من جولة ضحكه الهستيرية ... ابتسمت با خفوت على سعادته المفرطة ... ثم أعدت ملامح البرود الى وجهي بعد أن لاحظت سكونه قائلا: (هل انتهيت!!؟) .
مهند:
(هههه ...نعم ... لقد تعبت كثيرا )
أخذ مهند كرسيا و جلس بجانب سامي بينما يسند يده على كتف الأخر قائلا:
( هل تعلم يا صديقي معنى أن تكون صديقا لي... أنا سأخبرك... هو أن تشاركني حزني قبل فرحي ... و أن تأتي الي حزينا و لا تخرج من عندي الا و همك قد زال ... هل فهمة الأن).
ابتسم سامي لحديث مهند بعد أن فهم مقصده , ليصبح صوت مهند أكثر حدة قائلا:
( سامي !!! لما لم تخبرني)
أدار سامي وجهه الى مهند قائلا:
( لم أرد اتعابك أكثر ... يكفيك فقدانك لشادي )
ابتلع مهند غصة في حلقة محادثا سامي بنبرة باكية:
( و من أخبرك بأنني أريد فقدانك؟ ... هل تعلم لما حزنت على شادي و لم أكترث حتى لنفسي حين كنت على حافة الموت ...لأنه ليست لدي حياة بدونكم ... أنا كبرت معك يا سامي ... كنت أنت قوتي في ضعفي ... و فرحي في حزني ... كنا سندا لبعضنا كل منا يسند الأخر اذا مالت به الحياة ... فهل تتوقع مني أن أتركك وحيدا في طريقك بعد أن أرشدتني الى طريقي و يسرته لي )
سامي :
( هل هذا يعني بأنك ستكون معي في طريقي ؟).
مهند:
( با الطبع لن أتركك وحيدا ... بعد أن فارق شادي الحياة عاهد نفسي ألا أتركك وحيدا في أي شيئ).
ساد الصمت المكان ليقاطعه سامي قائلا:
( مهند!!! ما قصة ماري تلك )
تنهد الأخر با ضيق بعد أن تذكر وصية شادي و كلامه قبل موته :
( انها الفتاة التي أحبها شادي ... و كان يريد الزواج منها عندما ننهي عملنا... و لكنه لم يعش ليحقق حلمه )
شرد سامي في كلام مهند :
( و ما الذي ستفعله با خصوصها ؟)
مهند بحيرة :
( لا أعلم ... أعتقد بأنني سأزورها قريبا لأطمئن على حالها ... و أرى كيف تعيش)