33

738 10 0
                                    


♥▄الـنـبـ«33»ــضــة▄♥

:
:
:

بعــــد يـوميــن ...~

دخل إلى المنزل...لا يمشي على قدمية بل يحس أنه يحلق فوق السحاب...
كله حماس...و ترقب...أن يرى فرحةً حقيقة تشع بوجهها...بعد ذبول ارهق إهتمامه..و أرَقه...

دخل إلى الصالة بإبتسامة تكاد تشق وجهه... ليرى سمو و عمته و والديه...بحماس...بفرح..نطقت به جميع ملامحه...
يحمل بين يديه غيمةً من فرح...نسيماً عذباً لصحراء أسكنتها القلب أعوام...

سمو تصرخ بحماس / وش الكيكة هاذي؟
تميم / هاذي الحلوة لانا.._يلتفت إلى الصغيرة ليحادثها بإبتسامة ليشير إلى عمته_و هاذي ماما جواهر

انمحت الإبتسامة التي كانت على وجهها و هي ترى تلك الصغيرة تتعلق بكتفه...
لتطفر عيناها بدمع الحنين...الأمل...و السعادة التي ظنت أنها لن تمس قلبها يوماً...
ها هي أول بشائر الرحمة...لروحها الخاوية منذ سنوات...
لأول مرة تحس بالفرح ينتشر من داخلها...و لا تعكسه كما اعتادت كاذبة من غيرها..

اغمضت عيناها...ليجري نهر من دموع محملة بالكثير من الحرمان...و الأسى على خديها...
مسحته بسرعة و هي تتقدم بخطوات متلهفة نحو تميم...الذي كان يراها بسعادة...و كأنه ملك العالم كله...

وقفت قريباً منه...تتأمل عن قرب تلك الصغيرة الجميلة...حفيدتها التي لم تتخيل أنها ستراها يوماً...
تبحث عن أشباه...ملامح...تروي شوقها لا بنتها العازفة عن رؤيتها...

جواهر تبتسم بكل الحب الذي امتلأ به قلبها لحظة لمحتها/ ياروحي أنتي تعالي ماما..

الغريب أن تلك الصغيرة لم تفزع منها...رغم غرابتها عنها...بل تركت تميم لتتعلق بها بشدة...و تقبلها...

لانا/ ماما جواهر ليه تصيحين؟

كادت أن تقع...كبيرة جداً هذه الفرحة على روحها المتهالكة لتتحملها...
اسندها تميم...و قادها لتجلس و تلك الصغيرة..تتعلق بحضنها بحب...و استكنان...و كأنها عرفت هذا الحضن دوماً...
كأنها لمس تلك الندوب التي تملى روحها و تعرف أنها هي الدواء لها ...

فقد الجميع القدرة على الكلام...كانوا يجلسون بصمت...
يراقبون بفرح...و عظيم حمد...لتلك النعمة التي اعطاها الله ذاك القلب المجروح أعوام...و أعوام...
بكت والدته حتى سمو كانت تبكي...و والده كان يرى جواهر بحسرة...أن تتأخر هذه الفرحة بوجهها لكل تلك السنوات...
يكاد يختنق...فرح...و حزن...و كثير من اللوم...يفتك به الآن...

وقف ليغادرهم...يشعر بإختناق من نفسه...كآبه عظيمة داخله...أبى أن تعكر صفو فرحتها...
لكنه قبل أن يغادر...
وقف أمامه يراه بكل فخر...و شكر...كانت أعظم نظرة قد يستحقها ابن من أبيه...

بين نبضة قلب وأخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن