40

1K 11 0
                                    

♥▄الـنـبـ«40»ــضــة▄♥

:
:
:

مضـت ستـة أشهــر ...~

كانت ستخرج إلى الحديقة...لكن حينما سمعت صوتها تراجعت...كما اعتادت...
كي لا تفسد عليها راحتها...و إنسجامها معه...
وقفت قريباً من الباب تستمع إلى صوتها...الذي لا تمل من إستراق السمع له...
ينساب داخل روحها كالماء الصافي...البارد...ليطفيء لوعة حرمان لطالما سكنتها لسنوات...و سنوات...

بتلك القسوة التي صدتها بها...بتلك النظرات الغاضبة التي كانت تقتنص روحها بها...
كانت تظن أن الحياة معها ستكون صعبة...مهلكة...كانت تخشى من أن تصدح بكرهها...لترتد به وجوههم...و نظراتهم...و تراه يملأها أكثر في كل لحظة...
لكنها أتت لهذا البيت...بقلب تصحرت به كل المشاعر...حتى انجدب داخل روحها أي إحساس قد تقابلها به...
لتبقى حولها...جامدة...ساكنة...تتجاهل وجودها و كل ما يعينيها...أو يربطها بها...
لا تعطيها أي فرصة للإقتراب...و هي تبتر أي حديث...أو حتى مساحة صغيرة تجمعهما...

لكن حتى و إن كانت لا تحبها حتى الآن...و لا تدري إن كانت ستحبها...أو تتقبلها يوماً...
حتى و إن كانت لا تتحدث معها أبداً...و تتحاشى دائماً المكان الذي تبقى فيه...
حتى و إن كسرت قلبها هذه الطعنات...لكن قلبها هنا لم يعد يهمها...
المهم أنها اصبحت تراها الآن قريبة منها...سعيدة ولو قليلاً بحياتها...تهتم لأحد...تتحدث مع أحد...
و تعلم أنهم...هم بدلاً عنها يحيطونها بمحبتهم و إهتمامهم...

و ما يسعدها بالأخص محبتها له هو..!!
لقد تعلقت فيه بشدة غريبة...فلا يكاد يمر يوماً بلا جلستهم الطويلة هذه...يتحدثان معاً عن كل شيء...
لتصلها منه مشاعرها...و مخاوفها...ما يقلقها...و ما يسعدها...فتتعرف عليها أكثر من خلاله...
لقد أهداها أولاده طوال تلك السنوات...لتكون لهم كأم ثانية...
و ها هي اليوم كأنها ترد له هذا الدين...و هي ترى ابنتها تفضله هو وحده من بين الجميع...

أفاقت من هواجسها...و ركزت انتباهها مجدداً معهما...حين سمعته يتحدث معها بما اتفقا عليه...

أبومالك / لا يا بنتي أكيد الشغل مو عيب..بس أنا أبغى الأحسن لك..و شغلك هذا ياخذ كل وقتك لا نقدر نشوفك و لا بنتك تشوفك زين..فكري بالمشروع اللي تبين..أو المحل اللي تبين و أنا بأساعدك بكل شي فيه
جرح لا تقوى على رفض طلبه / عشانك بأفكر بالموضوع..بس مابي اترك شغلي لحد ما أقرر..لأني ما اتحمل اجلس طول اليوم بدون شغل..ما تعودت
أبومالك يبتسم لها بمودة و حنان / اللي تبينه يبه
جرح تقف / عن اذنك خالي بأروح عند منوة
أبومالك بضيق من هروبها الدائم / مو بدري! صايرة تجلسين عندها أكثر من تجلسين في بيتك..خليها هي تجي و اجلسوا كلكم مع البنات
جرح تتحجج له / ارحمها هي كل اليوم جالسة لحالها..و لا تقدر تجي هنا كل الوقت..و أنا أحبها هالإنسانة و ارتاح معها..كأنها أختي
أبومالك يبتسم بتفهم / الله يخليكم لبعض أنتم خوات..و أنتم بناتنا بعد

بين نبضة قلب وأخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن