♥▄الـنـبـ«38»ــضــة▄♥
:
:
:فــي الـغــــد..~
للحظات طوال كان يجلس على كرسيه مغمض العينين...مسلوب الفرحة و الروح...
يفكر أكثر بقرار زواجه...يفكر بكل كلمة نسفته بها بإتصالها الأخير...
يفكر بإبتعاده عنها...أو إقترابه..؟؟ أي الموتين يختار؟!كان قد اختار سابقاً الإبتعاد عنها...و عن عالمها...و حاول قسراً أن يخمد بحياته أي ذكرى لها...
لينفي نفسه حتى عن أهله...
عن كل من يحب من أجله...أو من أجلها...
ليرى نفسه قد أصبح شبح إنسان لا يقوى على العيش مع كل ذاك الحرمان الذي كبل به قلباً يتوق إليها...
فتعاظم به الشوق...و الهجران...و الوجع...فلم يجد داخله روح يحاول بها أن يحيى مع عذاري...
كان ينقصه الكثير...الذي عجزت أن تملأه بحبها المتردد...و خوفها الدائم منه...
كان يلزمها قلباً عنيداً...يتشبث بحقها به...قلباً يهواه بشدة ليبني له عالماً غير عالمه الذي تهالك بروحه...
لتعوضه عنها و عن كل حرمان مر به...لذا ها هو اليوم...يختار أن ينساها بالقرب...بعد أن نبذته هذه المرة هي...و أوجعته بشدة...
بعد أن تخلصت أخيراً من عهدها و وعدها الأزلي معه...
بعد أن جردته من جميع المشاعر و رمت بوجهه اخطائه و ردتها عليه...بلا أعذار أو مغفرة...نعم...قرابته أكثرو أكثر منها...ستضع حداً لجنونه...و هواجسه...فليجرب و ينساها بذات الناس الذين نستهم به...
ما داموا قادرين على محوه من قلبها...لن يعجزوا عن قلبه...تذكر من جديد تلك الفتاة..لحظة أعلنت اسمها أمامه سمو...و عرف هويتها و من تكون...و رفض بشدة...
متحججاً أمامها بكل شيء بالأخص عمرها...و في نفسه كان لا يتخيل قربه من سلام...لتصر عليها أكثر...فيقتنع بحديث لامس حرمانه...و خذلانه...
و هي تتحدث له عن فتاة صاخبة...مليئة بالحماس...و الثقة...و خفة الظل...
لتخبره ضاحكة أن تلك الفتاة قد خطبته مسبقاً هو أو تميم منها...فاختارته هي من أجلها...
لأنه كما قالت ينقصه الكثير من الفرح...و الحياة...التي كانت ترى أن رهف هي الحل لها...حسناً...ليفكر في نفسه فقط هذه المرة...لما عليه أن يخسره وحده...و يبتعد دوماً من أجلها..؟!
كانت محاولة يائسة منه...حاول أن يرسي قواعدها أملاً بدأ يتسرب له من ثقة سمو و محبتها لها...
قبل أن ينهار...حتى مجرد الوهم في قلبه...حين أبلغه مدير مكتبه بوجود يوسف...يرغب بمقابلته...!♥
♥بالكاد أعطى الإذن لسكرتيره أن يدخله إلى مكتبه...ليراه بلحظة يدخل مسرعاً...
كان سيبتسم له مرحباً قبل أن يتنبه إلى ملامحه الغاضبة...و وقف بإستغراب...لا يريد أن يصدق ما يفكر به..!!
لكن ما أراد أن يستبعده بشدة...عرف أنه حقيقة...حين باغته و سدد لكمة لوجهه...
أفاق من صدمته...ليتدارك اللكمة الثانية التي كان ينويها...و يمسك بيد يوسف بشدة...و يدفعه بعيداً عنه...