♥▄الـنـبـ«35»ــضــة▄♥:
:
:فـي الغــد ...~
دخلت إلى الصالة تجر نفسها جراً...لم تخرج من غرفتها منذ الصباح...كي لا ترى والدها...
لكنها علمت من سامي أنه لم يعد إلى المنزل للغداء...
حتى هي طوال اليوم لم تأكل إلا بضع لقمات حشرتها داخل فمها...لتقنع سامي أنها بخير...لكنها بدأت تختنق من تلك الغرفة...و من نفسها...و من حياتها التي انعدمت بها الحياة...و الأصوات...
زفرت بملل...و كره...هذا ما كان ينقصها حقا..!
هذه الدخيلة المغرورة...هي آخر شخص كانت ترغب برؤيته الآن...
لا طاقة لديها حتى لتفرغ بوجهها غضبها الذي غرزه والدها قبل الأمس نصلاً في صدرها...
و مازالت تنزفه دم حسرة...تتسرب معه كل ثقة بتلك الذكرى التي ظنت أنها ستعيش بظلال دفئها لأعوام...و أعوام...رمقتها بإستغراب...و هي تراها تلتصق بالشباك تراقب شيئاً ما...كانت تعطيها ظهرها و لم تحس حتى بوجودها...
كانت ستخرج عنها...لكنها فكرت بعناد...أن هذا بيتها هي...لن تتوارى و تختبيء لتترك هذه المتكبرة تجول فيه براحتها...
إن لم تشعر برغبة في إحتمالها...عليها إجبارها هي بالمغادرة....كادي بحقد / وش تخططين له بعد! وش ناوية تغيرين و تخربين في البيت غير اللي خربتيه؟
شعرت بها تفز...و هي تلتفت عليها...تراها بنظرة للمرة الأولى بدت لها...نظرة مكسورة...حزينة...
راوية تتنهد بتساؤل / وش تبين مني ياكادي؟ فيك حرة و تبغين تطلعينها فيني أو تبغين نتهاوش؟ أو ضايقه و تبين بس احد تكلمينه أو تبغين اطبطب عليك..وش اللي ممكن تتقبلينه مني و جايه تدورين عليه؟
كانت ستصرخ بها...أنها تريد أن تتركهم في حالهم...
لكنها صمتت حين ادركت أنها بالفعل لا تتدخل أبداً في حديثهم...أو حياتهم..
هي بالكاد تعيش معهم في هذا المنزل...
بالكاد يحسون بوجودها..! و لم تجد منها خطأ..أو عيب..!!راوية تكمل و هي ترى الضياع و الحزن بوجهها / أنا ما أحب افرض نفسي على أحد بس تأكدي إنك لو يوم بغيتي أي شي بأساعدك فيه..اذا حابه تتكلمين.......
كادي تقاطعها بإتهام..بعد أن فاجأها اللين الذي كسى صوتها / ليه؟ أكيد مو حب فيني! بس عشان تطلعين الطيبة و تكبرين بعين أبوي..و إلا لا اكون كاسره خاطرك و عبالك تتصدقين علي بكلمة يالمغرورة!
راوية بثقة ازعجتها/ أنا اذا سويت الخير..اسويه لله مو شفقة ولا مصلحة ولا عشان خاطر أحد
كادي بقهر / تدرين انك مغروة وشايفه نفسك
راوية ترفع كتفيها بإستسلام / سواء كنت مغرورة أو طيبة..بيفرق معك شي؟ أنتي مقررة تكرهيني و خلاص
كادي بإرهاق / أوووووف