42

899 10 0
                                    

♥▄الـنـبـ«42»ــضــة▄♥

:
:
:

ذات الليـلة ...~

لاتزال كما كانت طوال اليوم...لا تغادر هذه الغرفة...تراقب حرارة لانا...التي بدأت بالإنخفاض مساءً...
لكنها رغم ذلك لم تستطع الإبتعاد عنها لو للحظة..لا تغادرها و لا تنام...و هي ترتعب أن تتركها للحظة...
كلما تذكرت حادثة الصباح...

خالها حالما عاد إلى المنزل...جلس عندها مطولاً...يتحدث معها كثيراً...لعلها تخرج من حالة السكون الغريبة التي تنتابها منذ الصباح...و كان كل حديثه كعادته بلسماً لقلبها المرهق بأحقاده...لكن كلمةً قالها ببساطة...تأبى أن تغادر عقلها...و مازالت تتذكرها الآن لتدمع عينيها بإمتنان...و أمان...

أبومالك / تدرين هذي المرة الأولى أدخل هالبيت..و لا اروح لغرفة جواهر أول شي اتطمن عليها..خفت عليك يوم سمعت باللي صار

كم انتفض قلبها تأثراً بكلماته...و ما تعنيه...حتى امتلأت روحها بالفرح و الطمأنينة...أن تكون بهذه الأهمية لديه حتى تتعدى أهميتها هي...كانت تظن أنه يحنو عليها كل ذلك الحنان من أجل أخته فقط...لكنه اليوم يخبرها بقلقه عليها أنها أصبحت على ذات الأهمية...بل تفوقت عليها...

لذا بات عليها من الصعب أكثر و أكثر أن تتمسك بمشاعرها السوداء...الجافة...التي طالما سكنتها..!!
في بيت عمها كانت تصرخ...و تغضب...و تكره...بكل سهولة...بلا تفكير و لا إحساس بالندم...
لكنها هنا بينهم...بكل ما يحيطونها به من محبة و إهتمام...ترى نفسها تجد صعوبة كبيرة في البقاء على ذات المشاعر المتحجرة...
حتى أصبحت تبدو لنفسها حين تغضب...حين تكره...أنها تجاهد لتمثل هذا الشيء..!

و مع ذلك...تجد صعوبة في التخلي عن شخصيتها التي طالما اعتادتها...تخشى محبتهم التي توسوس لها نفسها دائماً...
أنها تبدو باهتة...مهترئة...عديمة النفع...بعد كل سنوات الحرمان...و الخذلان...التي مرت بها...

و الليلة...لأول مرة في حياتها...
تراجع أحداث يومها...قبل أن تنام...دائماً كانت تعيش اليوم لتتناساه بكل ناسه...و أوجاعه...لأنه لم يكن هناك ما يستحق أن يعبر خيالها من جديد...
لكنها الآن ها هي تستحضر كل الوجوه التي رأتها اليوم...كلماتهم...و إهتمامهم...و تعيدها في خيالها أكثر من مرة...

غادرتها منوة منذ قليل التي طمأنتها كثيراً بحديثها معها...لكنها بدت حزينة لسببٍ ما...لم تستطع أن تسألها عنه...
زوجة خالها التي جلست عندها بإصرار أن تأكل عشائها و لم تغادرها إلا حين انهت طبقها...
سمو...سلام...و حديث فتيات و مزحات...تتذوق حلاوتها للمرة الأولى...

و حين بدأ قلبها يضعف إتجاههم..محت تلك اللحظات الجميلة من خيالها...لتعود و تتذكر ما يفزعها...
و هي تعيد في خيالها تلك الصدمة...التي لازالت تستوحش ذكراها كلما أعادتها في خيالها من جديد...

بين نبضة قلب وأخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن