آنات خافته وجسد يتصبب عرقآ و انفاسآ مختنقه ،يحرك رأسه اليمين واليسار يقاوم شئ بعقله ،بعمر صغير يجد قاسم نفسه يطرق علي باب حديدي اسود ضخم ،ومن خلفه جسد بلا روح،يصرخ عاليا حتي ان احباله الصوتيه كادت تنقطع،انجرح كفيه و بح صوته وتعب جسده ، جلس بركنآ منزوي باردآ في الغرفه المظلمه بجسد يرتعش وعينيه علي الجثه الهامده دون ان يرف جفنه ..
فتح قاسم عينيه اخيرا،عينين حمراوتين بشده ودمعتين محبوستين بهما،اخذ نفسا مضطربآ، كابوسه الملازمه ورغم كل مره تتغير احداث الحلم لكن يظل الشئ الثابت هو الجسد المفارق للحياه بجانبه ،فقد رغبته في النوم الليله مثل معظم الريال ،نفض عنه غطاءه و فتح شرفته والظلام مازال مسيطرا علي السماء، تنفس هواء الفجر بارد لعله يرخي عضلات جسده المتخشبه.
يريد الراحة وهل هي شئ مستحيل الحصول عليه، يريد شعور ان ينام لعدة ساعات متواصله دون كوابيس مزعجه تفقده شغف اليوم والحياه بأكملها..
خطرت فجاءه بباله، فأبتسم ابتسامه مناقضه كليآ لوجهه المرهق وعينيه الحمراوتين وعقده جبينه، فيروز صاحبه السحر والاعين السوداء الواسعه، والصدف المتكرره الممتعه له بشده، رفع راسه للسماء متمنيآ لقاء قدري آخر في اقرب وقت...................
في سهرة بأحدي الملاهي الليله، تابعه لصديق ياسين ، يتفننون في اختراع المناسبات المتعدده حتي يجتمعوا و يحتفلوا ،بالرقص والغنا وتمايل الفتيات وبعض المجون والحريه المبالغ بها، وبالتأكيد ليس بينهم من يعظ وينصح، لذلك دخول الشياطين بينهم سهل للغايه..
يقف بجانب البار واضعا يديه في جيبي بنطاله ينظر للفتيان والفتيات و اختلاطهم في رقصه تشعل حماسهم اكثر بصوتها الصاخب..
مال عليه صديقه آسر بكأس خمر قائلا:
_بصحتك يا سينوو
ظل ياسين ينظر له بتردد، يعرف نفسه عند غيابه عن الوعي لن يسيطر علي تصرفاته ولن يتذكرها بعد يقظته..
فقال باعدا يد صديقه عنه :
_ لا مش عايز انا شويه وماشي
زاد لاهتمامه الزائف قائلا :
_ ايه تمشي ده إيه ده احنا ها نكمل في الفيلا عندي للصبح
علي مضض جذب الكأس منه و ارتشف رشفه صغيرة منه، وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظه، اقتربت منه دلال بتمايل وجسد صارخ الانوثه، نفضت شعرها الناري المجعد خلف ظهرها و استندت علي كتفه بجراءه قائله في اذنه :
_ياسين اتأخرت عليا اوي
نظر لها ياسين وحاول الابتعاد لكنها اقتربت من وجهه اكثر وبشفتين مصبوغتين قالت بنعومة متوسله : _مش عايزة حاجه،خليني جنبك كده و بس، ارجوك
ابتلع ياسين ريقه ونظر باتجاه آخر، يحاول صرف ذهنه عن انوثتها و جسده الذي بدء بالاشتعال ،لكنها لم تتوقف بل مالت فجاءه اليه اكثر طابعت قبله علي شفتيه، واستجاب ياسين ورضت دلال بلمساته وهي تجذبه اليها اكثر،فاق ياسين فجاءه شاعرا بالخطر، ابتعد عنها ماسحا علي وجهه وشعره ناظرا لها وهي تبتسم له بدلال، عليه الخروج الان هكذا قال ياسين لنفسه وقد نفذ فورا مبتعدا عنها و عن المكان شاعرا بالاحتقار من نفسه..
أنت تقرأ
للهوي رأي آخر /سارة حسن
Romantikلم يكن للهوي وجود في حضرت سطوته، كأنه شخصية مزدوجه متناقضة لم تفهمها. لم يخدعها برقته و احتواءه، لكنه ايضا لم يخبرها بجانبه المظلم ، الذي ما ان ظهر للسطح تغير كل شئ. وفي لحظه فاصله... اصبح للهوي رأي آخر سارة حسن ديسمبر ٢٠٢٢