لااله الا الله
.....................
اخذت نفس ثم طرقت علي باب مكتبه و دخلت بهدوء ،كان مُهيب خلف مكتبه الضخم، غرفه واسعه بأثاث راقي ثمين يليق بمكانته و اسمه، رفع عينيه اليها وبتمايل غير متعمد انثوي تحركت بقهوته وببطئ وضعتها امامه ثم وقفت في انتظار اي تعليمات لليوم..
قال موسي وهو يلقي بالملف علي مكتبه :
_ الملف ده المفروض يتراجع بند بند وتكوني فاهمه كل حاجه فيه لان في اجتماع بعد اقل من ساعتين والمفروض نكون جاهزين، تقدري ؟
االتوي ثغرها ببسمه واثقه ثم جلست وبدءت معه في مراجعة كل كلمه به، يعرف انها ذكيه ولكنها فاجئته بعقلها العملي ، رفعت عينيها اليه وهو منهمك في اوراقه بعدما تحرر من جاكت حلته، وظهر عرض منكبيه،لم تنتبه لتلك الخصلات البيضاء التي تناثرت علي جانبي شعره قبل ذلك،تلمع كالفضه تزيده وقار وشكيمه رغم تناقضها احيانا مع ملامحه التي توحي انه اصغر سنآ من عمره الحقيقي ومع عينيه ،عينيه التي تنظر لها لاول برهه بهدوء ولين ثم تتغير لتكون كالجليد يصعب عليها قرائتها ،وتحاول جاهده لاختراقها بأساليبها التي تعرفها و التي تظن انها تناسب رجل مثله، رجل تجاوز السابع و الثلاثون دون زواج و سمعه لاغبار عليها، وحيد دون دفئ امراءه في حياته..
رفع موسي راسه اليها بغته،ولوهله ارتبكت؟!
تململت دهب بجلستها فقال دون مقدمات :
_الشناوي بعتلك مرسال ليه
ضيقت دهب حاجبيها للحظات ثم تسائلت :
_وانت عرفت ازاي
لم يجيبها ولكن عينيه ارسلت لها نظرة جعلتها تجيب قائله:
_ عايزني ارجع اشتغل معاه تاني
طرق بالقلم علي مكتبه بغضب مكتوم :
_بعد اللي عملتيه فيه
احتدت عينيها القاتمه وبرسمتها السوداء ظهرت مخيفه :
_يستاهل وانا حذرته قبل كده،انا عارفه بيعمل كده ليه، اسرار شغله كله معايا وتفاصيل يمكن هو نفسه مايعرفهاش، ومش هايعرف يجيب حد يعمل اللي كنت بعمله.
القي موسي بالقلم ثم عاد بظهرة للخلف و بنبرة غيظ مستهزءة قال :
_ والشناوي هايخاف منك!
استقامت ببطئ ثم انحنت بنصفها العلوي اليه وقالت بصوتا هادئا رغم حنق عينيها :
_خايف افتن بتفاصيل شغله هنا، وانا عارفه انك اكبر من انك تهتم بشويه معلومات حتي لو مهمه انها تجيلك بالطريقه دي، وكمان
مايعرفش ان ولائي خلاص بقي للمكان ده
للحظه تشتت انتباه مع حركة شفتيها البطيئة المتآنيه، وان ما ترقب حدوثه اصبح علي حافته، وما حذر منه ينزلق اليه وهي كالفرسه تغوي الانظار بسحرها لكنها... جامحه... و ساحرة .
التوي ثغرها ببسمه ناعمه والتمعت عينيها بأغواء ساحر ثم
ابتعدت دهب وتحركت للخارج ،تاركه موسي خلفها ينفخ انفاسا ويمسح علي وجهه مستغفرا، حانقآ علي ذلك الوضع الذي اصبح به...
وهي... هي ليست بالسهله ابدا و تحتاج لكثير وكثير من.. الادب.
يجزم ان لو بارداته لابعدها عنه من اول ساعه راها هنا، لكنه مضطر و مقيدا بوعد الزم نفسه به... وعد لا يعرف نتائجه بعد..
...............
انتي مين و ازاي تدخلوا حد القصر من غير علمي
كلمات قالتها السيده نازلي في وجه فيروز المصدومه وأسيل الغير راضيه عن تصرف خالتها، السيده الارستقراطية، المنظمه بهوس يكاد يكون مرضي، الالتزام بالمواعيد و الاكل والخروج و الاستيقاظ، رغم اسلوبها المتعنت في كثير من الاحيان لكن من في البيت اعتادوا الامر،و تقبلوا صفاتها وجودها بعد وفاة زوجها و إكرامآ لشقيقتها الراحله ولان أسيل بمثابة ابنتها.
تدخلت أسيل وقالت بمهادنه :
_يا خالتو اسمعي بس الاول
التفتت اليها نازلي قائله بعصبيه:
_اسمع ايه، انا مش مصدقه عيوني، جايبين واحده من الشارع ودخلتوها القصر وتقوليلي قريبتك
أنت تقرأ
للهوي رأي آخر /سارة حسن
Romanceلم يكن للهوي وجود في حضرت سطوته، كأنه شخصية مزدوجه متناقضة لم تفهمها. لم يخدعها برقته و احتواءه، لكنه ايضا لم يخبرها بجانبه المظلم ، الذي ما ان ظهر للسطح تغير كل شئ. وفي لحظه فاصله... اصبح للهوي رأي آخر سارة حسن ديسمبر ٢٠٢٢