لا اله الا الله
..................
فتح موسي عينيه و تقلب بجسده الجهه الاخري لامس الطرف الاخر من الفراش، و بردوته جعلته ينتبه لغياب دهب، فتح عينيه و بتكاسل اعتدل علي فراشه، و ليله امس تعصف بعقله، فأبتسم دون ان يدري، لم ولن تتوقف دهب عن ادهاشه، رغم جرئتها الا ان ليلة امس كانت بريئه وناعمه، متخبطه تنظر اليه و كأنها تتلمس الامان منه لاستكشاف عالم آخر تخطو اليه للمرة الاولي، فما كان منه الا ان اودعها حبه الوليد و اشتياقه لها.
خرج من الغرفه في نفس وقت خروجها من المرحاض، مرتديه ملابس بيتيه مريحه و التي لاتملك غيرها هنا، وشعرها المبتل يتساقط من اطرافه قطرات الماء دون اهتمام منها، شهقت متفاجئه لظهوره المفاجئ، رجل في صالة منزلها يقف بثقه ، عار الصدر يبتسم لها، لو كان احد اخبرها بحدوث هذا يوما، لسخرت منه واكدت له انه ضرب من الجنون.
لكنه واقع و موسي رشيد واقف في صاله منزلها بالفعل . ..
قال لها بمرح :
_سلامتك من الخضهعلي غير عادتها ارتبكت قليلا قائله:
_اصل لسه مش اخده ان في حد معايا، و خصوصا انك طالع من الاوضه كده
_كده ازاي
بتردد اشارت لصدرة العالي و هي تمر بجانبه الغرفه :
_من غير هدومك
شهقت بعد ما شعرت بمن يحملها من خصرها قائلا :
_والله انا حر، و بعدين ايه قومك من جمبي
ضحكت دهب بعدما القي بها علي الفراش و قالت:
_استني بس، كنت عايزة اعملك زي الستات و احضرلك الفطار
ارتفع احدي حاجبيه بعبث يقول :
_و دهب هانم بتعرف تطبخ اصلا
صححت له و رفعت اصبعها السبابه :
_فطار، هو الفطار طبيخ
سقط فوقها و داعبها موسي :
_بلاش احسن يجيلنا تلبك معوي
ضربته بكتفه بقوة و بغيظ هتفت :
_ تلبك معوي ليه ان شاء الله هو انت فاكرني ست فاشله
مال عليها اكثر و قال هامسا :
_قطع لسان اللي يقول انك فاشله، بس برضو انتي شاطرة في حاجات و حاجات
تسائلت و هي منحذبه لقربه و خفوت صوته :
_ ازاي
_شاطرة في انك حلوة، وواثقه في نفسك، شاطرة في انك عرفتي تخليني ادور حوالين نفسي لما غبتي عني و إني وقتها عرفت انك ماينفعش تبعدي ، وانك عرفتي تخلي موسي رشيد يسيب بيته وشغله اللي رقم واحد في حياته، و يفضل معاكي هنا ومش عايز يمشياغمضت دهب عينيها، و كلماته تنساب لاذنيها فاتلمس روحها، لامست جانب وجهه بحب ظاهر في عينيها ، هل التعبير عن الحب تحكيه نظرة واحده؟
هذا ماشعر به موسي من عينيها التي زلزلته، و بنهم اراد موسي المزيد، و نسي الاشياء الاخري...
. .....................
كانت سعيدة، تستمع إليه وهو يسرد علي مسامعها ما فعله في إجتماع اليوم، قراره كان صائبآ وأيدته علي الفور، ربما بدء بالفعل في إصلاح ما حوله، من علاقته لشقيقته ، وتجنب العدوات والاحساس بالآخرين،وعمل ما بوسعه في جعلها راضيه وتحسين علاقتهم.
انتهي قاسم من حديثه ، فاقالت فيروز مشجعه:
_احسن حاجه عملتها بصراحه، تكسب محبتهم احسن بكتير ماتكسب عداوتهم
ابتسم لها بهدوء وقال بحب:
_عملت بنصيحتك
تسائلت بباستغراب مشيرة لنفسها :
_نصيحتي انا؟
_ايوة، فاكرة يوم ماقولتيلي ان والدك كسبهم بحبهم ليه، وانت كسبت عداوتهم، انا لاول مرة اكون مهتم بحياتي لاني مابقتش لوحدي، عايزك تعيشي بأمان واكون انا كمان مطمن
اومأت براسها متفهمه،ولكن بعينيها حيرة من شئ ما، وما اوضح عينيها لقاسم الذي تسائل :
_مالك يا فيروز، حاسس ان فيه حاجه شغلاكي
_بصراحه ايوة، ياسين بيحاول يصلح علاقته بأسيل لكنها خايفه ترجع له
حكم ذقنه بحيرة وتسائل:
_ ليه، انا مش عارف ايه اللي حصل بالظبط، بس لو الموضوع يهمك انا ممكن اتدخل واساعدها
بانتباه قالت له فيروز:
_بحد يا قاسم، تقدر تساعدها
وضع أصبعه طرف أنفها قائلا بعبث:
_مش مقدرة انتي قدرات جوزك
كان وقع الكلمه علي اذنها غريب خصوصا مؤخرآ،فاتوهحت وجنتيها ثم ابتسم لها بحنان قائلا:
_مش عايز حاجه تشغلك او تشيلي همها، انا هنا، وربنا يقدرني وأنسيكي كل اللي فات
كانت تنظر اليه بأمل، ترسم حياة قادمه معه، مع رجل مثله، يملك كل شئ وعكسه،ينظر اليها وكٱنها الانتي الوحيده بالكون، فاتبتسم وتداري وجهها عنه، ولكنة خرج صوته يداعبها:
_اعملي حسابك جاي لينا ضيف
_ضيف؟ مين
أشار اليها من خلفها، فا التفتت وشهقت عندما وجدت عمها يدخل بسيارته من البوابه الكبيره، و التفتت الي صوت قاسم قائلا:
_علي فكرة انا طلب ايدك منه
اتسعت عينيها بدهشه، ضحك علي اثرها قاسم وغمز لها بأحدي عينيه، وكأنه يقول لها لقد مر الكثير من الوقت وحان وقد الحديث المفيد. ...
.......................
في قصر آل رشيد
تقابلت دهب بالسيده رقيه للمرة الاول بعدما علمت بكل شئ، ابتسمت لها رقيه برقه تملكها في اقل تصرف منها واشارت لدهب بالجلوس امامها، امتثلت دهب وجلست قبالتها، وقد قررت الحديث معها، لم يكن الهروب ابدا من طبعها رغم خجلها من فعله والدتها وما وضعتها به لكن لابد من الحديث بينهما، كل منهما يلقي ما بقلب الاخر و هي منتظرة ان تستمع لتلك السيده الوقوره القويه كيف تقبلتها هي... هي بالذات
قالت السيده رقيه مبتسمه :
_ حمدالله علي السلامه، ماتعرفيش قلقنا عليكي ازاي
هتفت لها دهب :
_ مين قلق عليا
_موسي و انا
ضيقت دهب عينيها متسائله بأستعجاب : _ليه تقلقي عليا، ليه اصلا تهتمي بوجودي من عدمه، وازاي تقبلتيني بالسهولة دي و انتي عارفه انا بنت مين
استقامت السيده رقيه وتحركت اتجاه نافذتها الواسعه وقالت :
_موسي قالي انك قرأتي مذكراتي
رمشت دهب بعينيها، رغم اهمية حدوث مابعد قرائتها المذكرات، الا انه خطأ خصوصا انها لم تكن دهب فضوليه يومآ.
فقالت دهب مبررة :
_ ماكنتش اعرف انها خاصه بيكي لاني لاقيتها بمكتب موسي، وبصراحه ماقدرتش اسيبها و حقايق لاول مرة اعرفها، ازاي كملتي بعد كل الكلام اللي كتبتيه ده وازاي تقبلتيني
استدارت لها رقيه وقالت :
_خالد كان اول راجل في حياتي، مهما وصفت لك علاقتنا كان شكلها ازاي مش هاتفهميها، وقت ما حصل بينا اللي حصل عمل اقصي ما عنده علشان يرجعني ليه تاني، رغم اني كنت معاه تحت سقف بيت واحد بس كنت بعيده عنه جدا.
استمريت؟ اه كملت في الاول لاني ماكنش عندي حلول كتير و الطلاق في عيلتنا صعب، و كنت بموت من جوايا، لكنه كمان عمره ما بطل يكفر عن وجعه ليا، خالد حبني و بجنون وماقدرش انكر ده... كمان ماقدرش انكر خيانته.
أنت تقرأ
للهوي رأي آخر /سارة حسن
Romanceلم يكن للهوي وجود في حضرت سطوته، كأنه شخصية مزدوجه متناقضة لم تفهمها. لم يخدعها برقته و احتواءه، لكنه ايضا لم يخبرها بجانبه المظلم ، الذي ما ان ظهر للسطح تغير كل شئ. وفي لحظه فاصله... اصبح للهوي رأي آخر سارة حسن ديسمبر ٢٠٢٢