الخامس والثلاثون

2.5K 95 5
                                    

صلوا علي النبي 💙
......................
دون ان يطرق وجدته أسيل امامها، اغلق ياسين الباب من خلفه،وخلت الغرفه الا منهما، التوي فمه ببسمه مريبه امام عينيها المترقبتين وقال بخفوت مميت:
_ايه مافيش حمدلله علي السلامه، لو اتكسفتي تقوليها قدام ابوكي فانا قدامك اهو
تنفست بعمق، وببسمه بارده اتقنتها أسيل قالت:
_مع إني مااتكسفتش اقولها قدام بابا لانها كلمه عاديه، لكن لو مهم اوي كده، فا حمدلله علي السلامه، تؤمر بحاجه تانيه
نظر لها لثواني دون ان يتفوه بشئ،لكنها استمرت علي ثبات ملامحها الجامده امام عينينه المتربصتين لكل انش بها، لايدري علام يبحث بها،عن وجوده ام عن لمحة اشتياق اليه تجيد وئدها،ام عن حلم لم يعد يملك منه شئ وأصبح لغيره.
تملمت أسيل بجلستها ورفعت عينيها اليه، وتمسك بها،كان ينظر لها قاضبآ الجبين، كانه يفكر بمعضله ما استحوذت علي جم عقله،كسرت الصمت بينهما قائله:
_في حاجه تانيه
_نسيتيني؟!
التوي فمها واجابته:
_لو نسيت فاانت سافرت وماكنش فيه بيني وبينك اي حاجه
اقدم عليها فجاءه ونحني مستندا بكفيه علي سطح المكتب وقال ببطئ:
_انا سافرت وبينا وعد
_وعد! بلاش انت تتكلم عن الوعود
نظر لها بآلم وهمس:
_ بس انا التزمت  به
بسخريه مريره اجابته أسيل:
_وايه يثبت؟ ؟
بحراره اجابها وعينيه تنظر اليها بصدق مشاعره:
_إني هنا، اني رجعت ، بعد مريت باكثر من موقف قدرت اثبت فيه لنفسي قبل ما اثبت ليكي إني فعلا اتغيرت
اخفضت عينيها عنه وبخفوت مقرره:
_ياسين لوسمحت خلاص
ضرب علي المكتب بقبضتيه هاتفا لها :
_مش خلاص، انا سافرت لاني متمسك بيكي، وهافضل متمسك بيكي يا أسيل، والواد الملزق ده خليه يبعد عنك بدل ما اشلفط وشه
اشارت له باصبعها بحده هاتفه بغضب:
_مالكش دعوة بعدي، مش كل الرجاله بيفكروا زيك
_والله يا أسيل لو فيه راجل فكر يقرب منك هاخد روحه بأيدي
هدرت به غاضبه منفعله بوجهه:
_زي ما انت اناني وعندك حب التملك
ضرب بقبضتيه علي المكتب مرتين متتاليتين وصرخ بوجهها:
_انانيه ايه وزفت ايه، انا بحبك، نايم صاحي بشتغل بفكر فيكي، بفكر ازاي اصلح اللي بينا، ازاي اعوضك وانسيكي الاحساس اللي عشتيه بسببي، ازاي اكون انسان فعلا يستاهلك.
صمت ياسين يتنفس بانفعال،وعينيه علي تلك التي تنظر لاسفل، تفتح فمها وتغلقه،يشعر بحيرتها،ومقدرآ قلقها، وانه خذلها في يوم، لكنه لن يكف عن المحاولة.
رفعت راسها وبجمود بعينيها قالت
__في مرة قولتلك علاقتنا بتستهلك روحي، لكنك كنت واثق ازي اني هافضل في إيدك.
وبرسميه مقيته كانت إجابتها عليه الواضحه:
_ اسفه يا ياسين، انا مش عايزة العلاقه دي
بهتت ملامحه، ونظر اليها بعدة ثواني، ثم دون ان يتفوه بشئ خرج من الغرفه وهو يزيح رابطه عنقه شاعرا بالاختناق.
تنفست بعمق ووضعت رأسها بين كفيها تحاول السيطرة علي أعصابها مهئنه نفسها علي ثباتها، ثباتها الخادع!
استمعت لتلك النحنحه أمامها، فارفعت راسها تسائلت بخفوت:
_انت هنا من امتي
تصنع عدي التفكير قليلا ثم قال :
_من بدايه الواد الملزق اللي وشه هايتشلفط
لاتعرف كيف اتت تلك البسمه المفاجئة علي شفتيها، لكنها قالت بعتاب:
_وسمعت كل اللي اتقال
جلس قبالتها قائلا بصدق:
_لا والله، انا سمعت الكلمتين دول وبعدت شويه وفضلت واقف لحد ماخرج،انا كنت حاسس ان في حاجه علي فكره، نظرته العدائيه ليا كانت غريبه بصراحه، بس فهمت
_ياسين كان صفحه واتقفلت
_لا ياشيخه!
نفخت أسيل ووهتفت به بحنق:
_بلاش طريقتك دي
التوي فمه غير مصدقآ وتحدث:
_باين في عنيكي يا أسيل
نفخت بحنق وهتفت برغبتها بأنهاء النقاش:
_مش حابه اتكلم في الموضوع ده
_تمام،وانا موجود لو احتجتي اي مساعده
ابتسمت له بدون رغبة حقيقيه في الابتسام، لكنها ممتنه له، عدي شخصيه طيبه، تلك التي تقابلها صدفة في مشوار حياتك، من الناس الغير مؤذيه،ربما يظهرون في حياتك في وقتآ محدد لمهمة معينه ثم يرحلون بسلام، وفي تواجدهم تجد السلام.

للهوي رأي آخر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن