الفصل العاشر

2.7K 100 5
                                    

اذكروا الله 😍
................
ينظر اليها بتسليه مع ابتسامه علي وجهه يراقب حنقها، تزفر بتأفف و عاقده يدها علي صدرها وتهز قدمها دون توقف وعينيها تدور في انحاء المطعم عداه، تنحنح قاسم وعدل من جانب چاكت حلته متسائلا :
_ هاتاكلي ايه
_ مش هاكل
قالتها وهي تشيح بوجهها للجه الاخري، فقال بعد ان فتح قائمه الطعام :
_ ها اختارلك انا
لم تجيب واستمعت لحديثه وطلبه للافطار، لم يعقب بعدها والصمت ثالثهما، فا التفتت بعينيه ببطئ  تنظر له فا وجدته مسلط انظاره عليها، جميله فيروز، ليست بالجمال الخارق، لكن ملامحها بهيه ورقيقه، كل شيء بوجهها صغير ماعدا عينيها السوداء المتسعه برموشها الطويله الكثيفة، بسيطه في ملابسها حتي في تصرفاتها وتعبيرات وجهها، يعني مثلا هي الان حانقه، لكن بمجرد ماقابلت عينيه تخضب وجهها بحمره حلوة ، إن كانت منفرة من وجوده كما تدعي لما ستتأثر به ، كانت فعلت كل شئ عدا ان تأتي، لكنها آتت، ولكنها خائفه يشعر بذلك، ويريد ان يطمئنها بالحدود السامحه بها هي له.
_ بتبصلي كده ليه
ابتسم و بعبث استشعرته بخضراوتيه و مال للامام قائلا مباشرة :
_ معجب
عادت فيروز بظهرها للخلف وارتبكت و تململت بجلستها و بتحذير خافت :
_ احترم نفسك
اتسعت عينيه و ارتفع حاجباه لاعلي مندهشآ، فاشهقت واضعه يدها علي فمها بعد ما ادركت ماتفوهت به تلعثمت قائله :
_ مش قاصدي والله، لكن يعني، يووه بص الزم حدودك
تمتم من ورائها بصدمة :
_ الزم حدودي !
قال قاسم  :
انتي ان عمر ماحد قدر يقولي الكلمتين اللي انتي قولتيهم دول
ابتلعت ريقها بتوتر ورغبه بالهروب من امامه ، مادهاها لتأتي من الاساس، تنهد قاسم وعنف نفسه عن حدته معها، من ثوان كان يفكر في ان يطمئنها فا يندفع هكذا، كاد يضحك و هي تضع يدها علي فمها يبدو انها اندفعت قليلا.
بهدوء تحدث :
_ لكن انتي يا فيروز، انتي وبس مسموح لك تقولي اللي انتي عايزاه معايا من غلط طبعا
اومات براسها دون ان تتفوه بشئ، زفر مرة أخري ونظر لاصابعه التي تطرق علي المنضدة :
_ عارفه ليه طلبت اشوفك
انتبهت اليه وارتسمت الحيره بعينيها ، بهدوء اجابها :
_ بهدي، بشوفك بهدي يا فيروز، بحس اني مرتاح وشعور الراحه لواحد زي صعب اوي
بأستغراب فكرت، ما الذي لايملكه شخص مثله ويجعله غير مرتاح، ماذا ينقصه حتي لايشعر بالراحه، فا اندفع لسانها متسائل :
_ وانت ايه ناقصك علشان تكون مرتاح، واحد بكل اللي عندك ده كله مايعرفش يعني ايه خوف من بكره و لا يشيل همه
التوي جانب فمه ببسمه تهكميه صغيرة لا تري، لكن انتباها الشديد له جعلها تلاحظها، لم تكن مرحه بل كانت ساخرة !
_ انا عمري ما خوفت من بكرة ولا شلت همه، انا مشكلتي كلها في إمبارح
قضبت حاجبيها بحيرة من حديثه المبهم، ولم يستنتج عقلها ما يريح فضولها.
_ انا مش عايز معاكي افكر في حاجه تضايقني
اخفضت انظارها وحل الصمت المطبق بينهما ، لكن بسؤاله المفاجئ جعلها ترفع راسها سريعا اليه عندما قال قاسم :
_ ليه سيبتي بيت جوز امك
انقبض صدرها فجاءه مع معالم وجهها، ونفس مضطرب خرج من فمها مع شعورها بالضيق .
ضيق قاسم ما بين عينيه المتربصه لاضطرابها، لكنها ابتسمت هي الاخري بمرارة :
_ امي ماتت ايه هايخليني اعيش معاهم وهو مش بيتي
_ لكن هو كان بيت والدتك
مسحت جبينها و رغبة في إنهاء الحوار :
_ امي باعت له البيت

للهوي رأي آخر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن