في صباح جديد، و أولي ايام عملها التي اتخذته من اول ما خطت بقدميها الشركه علي محمل الجد و بحماس علي إثبات نفسها، لاتنكر فيروز ابدا ان لولا عمها ما كانت شركه مثل هذه تقبلها كاموظفه دون خبرة، حتي دون ان تحصل علي شهادتها الجامعيه ،لكنها ستطبق كل ما تعلمته و درسته في السنوات التي قضتها في كليتها و اختصاصها في اداره الاعمال، مع وعد لنفسها ان ياتي اليوم التي تستأنف فيه تكمله دراستها.
وبما انها لم تملك مكتب خاص بها فا شاركت أسيل بمكتبها مؤقتآ.
دخلت أسيل وارتمت بنفسها علي مقعدها متأففه بعدما ما القت مجموعه من الملفات علي سطح المكتب بحنق، تسائلت فيروز بأنتباه اليها:
- مالك يا أسيل
اجابتها وهي تلوي فمها بعدم رضا :
- شايفه الملفات دي، االمحاسب الباشا نسي يوصلهم لشركه عمران فاادبست انا اللي أوصلهم ، وهو علشان نسي اشيل شغله انا ليه مش كفايه اللي فوق دماغي
صمتت فيروز لبعض الوقت ووقالت متسائله :
_ ماينفعش اي حد غيرك يروح
_ لا، ورق مهم و حسابات خاصه
قالت فيروز مقترحه لعلها تساعد بشئ :
_طب هاتي الشغل بتاعك اعملهولك انا و انتي وصلي الملفات
نظرت الاخيره لساعة يدها قائله وهي تقف بضيق:
_ و انتي ايه ذنبك يافيروز وبعدين ميعاد الانصراف جه يالا بينا
استقامت و جذبت حقيبتها و بتردد قالت:
_ طب أسيل روحي انتي مشوارك و انا هركب اي حاجه توصلني البيتضحكت أسيل بخفوت :
_ يالا فيروز الله يهديكي انتي تعرفي حاجه هنا، انتي هاتيجي معايا وامرك الي الله
...... .........
توقفت السيارة امام احد المباني ذات الواجهه الزجاجية الضخمه ولافته كبيرة بالبنط العريض بأسم صاحبها،
التي انتبهت فيروز لابنت عمها متسائله بتوجس :
_ أسيل دي شركة قاسم عمران
اومات اسيل برأسها، بينما ارتبكت فيروز و هتفت بها معترضه:
_ انتي ليه ماقولتليش انها بتاعته انا مش عايزة اتقابل معاه
توقفت أسيل بسيارتها :
_ ما قلتلك يا فيروز شركه عمران
_ اوف، ماخدتش بالي والله
جذبت أسيل مجموعه الملفات من المقعد الخلفي وقالت :
_ خلاص خليكي انتي هما وانا هاطلعهم بسرعه وانزلك
اومات فيروز برأسها، فا كان اقتراح مناسب لعدم دخولها شركته بقدميها، لو كانت تعلم لما اتت، لكنها في الاخير اتت وانتهي الامر..
...... . ........جالسه علي مكتبها، وقدمها فوق الاخري تحركها برتابه، واصابعها تعمل علي لوحة المفاتيح بسرعه ومهاره و عينيها مرتكز علي شاشة الحاسوب بتركيز .
لكن لحظه.... لحظه وضيقت حاجبيها لاستنشاقها ذلك العطر الذي حُرمت من صاحبه اسبوع بأكمله ، رفعت رأسها اتجاه الباب و وجدته، واقفآ بشموخ ويديه في جيبي بنطاله ناظرا اتجاها.
هل تلك اللمعه الذي رآها بعينيها..حقيقيه!
ذلك التوهج مع اتساع عينيها و حركتها السريعه في الوقوف... لهفه!
اخذ نفس عميق و اتجه اليها ثم وقف قبالتها، عينيه تدور بملامحها و عينيها.. شوق !.... ربما
لم يتبادلا الكلمات ربما لدقائق، تخطت دهب دهشتها وحط محله الحنين و الشوق لغيابه، غيابه الذي جعلها تتقلب علي الجمر لجهلها بحالته بعد خروجها من المشفي بعد ان علمت بقدوم والدته..
اعينهما مترابطتين ،وكلاهما منجذب لسحر الاخر..
كان صوت موسي الذي اخترق الصمت بينهما قائلا :
_ مافيش حمد الله علي السلامه
رمشت دهب بعينيها عدة مرات ، ثم اجلت صوتها والذي خرج علي غير عادته :
_ طبعا، حمد الله علي سلامتك
اوما لها متابعا :
_ الشغل كان كله عليكي الفترة اللي فاتت، انا عارف انك قدها
ازاحت خصله خلف اذنيها قائله :
_ ده شغلي
حك انفه متحدثا :
_ و يوم المستشفي، تعبتك
ليت كل التعب كذلك، ليت كل التعب ان اكون بجوارك..
كلمات قالتها دهب لنفسها ، ومشاعر تخشي تفضحها عينيها بها، وهو امامها بكل ذلك الهدوء كعادته ، ينظراليها بتمعن اكثر من اللازم وهذا يجعلها ترتبك.. علي غير عادتها .
تحرك من امامها اخيرا لمكتبه مع طلبه لقهوته المعتادة... المظبوطه.
ارتمت علي مقعدها ماسحه وجهها و ابتسامة ناعمه شقت ثغرها وقلب يقفز فرحا وراحه لقدومه اخيرا.
...................
بخطوات واثقه اتجهت أسيل لمكتب المساعدة الخاصة ،توقفت امامها متسائله
_ : قاسم بيه موجود
نظرت لها المساعد :
_ مين حضرتك
_ انا اسيل كمال، بنت الشريك الرسمي لمجموعة عمران
استقامت المساعده بترحاب مشيرة للمقعد بحانب المكتب
_ اهلا بحضرتك يافندم اتفضلي
رفضت أسيل بتهذيب :
_ عايزة اقابل قاسم بيه
_ للاسف قاسم بيه لسه خارج حالا و ماعنديش ميعاد بحضور حضرتك
نفخت أسيل ووهتفت :
_ معايا ورق مهم ولازم اسلمه ليه شخصيآ، اعمل انا ايه دلوقتي
..............
زفرت فيروز بملل، خرجت من السيارة و نظرت للمكان من حولها، هادئ و ليس متكدسآ بالمباني السكانيه، نظرت لساعه يدها مرة اخري تتمني خروج أسيل في اقرب وقت، لو تعلم انها آتيه بمقر عمله لما آتت واصرت، مرتابه منه ومن ما يصدره حضوره المهيب من حولها، ومن نفسها وما يجعلها تهتز بداخلها من كلامه و نظراته وخصوصا اخر حديث بينهما، تنهدت رافعه رأسها للسماء كم تشتاق لوالدتها ودفئها، شعرت بحمايتها لها يوم ما كادت ان تفقد شرفها علي يد المدعو رامي، شعرت فجاءه بوحدتها و تخبطها في عالم آخر لم يشبه عالمها .
_ انتظرت الصدفه الرابعه، لكن اكيد ماكنتش اتخيلها تكون قدام شركتي
أنت تقرأ
للهوي رأي آخر /سارة حسن
Romanceلم يكن للهوي وجود في حضرت سطوته، كأنه شخصية مزدوجه متناقضة لم تفهمها. لم يخدعها برقته و احتواءه، لكنه ايضا لم يخبرها بجانبه المظلم ، الذي ما ان ظهر للسطح تغير كل شئ. وفي لحظه فاصله... اصبح للهوي رأي آخر سارة حسن ديسمبر ٢٠٢٢