الثامن عشر

2.4K 84 3
                                    

صلوا علي النبي❤
...............
القي بهاتفه بضيق شديد علي سطح الطاوله، ثم اخذ الكأس و تجرعه مرة واحده،  لم يهتم بمرارته و عقله يكاد يجن من تجاهل أسيل عليه،  مضطرب، يشعر انه تائه محتاج لمن ينتشله من هنا،  صخب الموسيقي حوله لم يطغي علي ضوضاء عقله، و الان و في ذلك الضعف تحديدا، ظهورها خطر لم يعمل له حساب.
شعر بملمس يدها علي ظهره، كارفرفة الفراشات، تنحي ياسين جانبا و لم تهتم، لكنها وقفت امامه مستندا يظهرها علي حافة الطاولة البارده و بابتسامه دلال :
_ ماصدقتيش لما عرفت انك هنا
اجابها بحده:
_ دلال، انا مش في مزاج للكلام دلوقتي
مالت اليه حتي شعر بأنفاسها الساخنه تلفح وجه:
_ قولي مين الست اللي تقدر تزعل راجل زيك، ده انت تحط رجل علي رجل و تشاور بس
التوي فمه بسخريه:
انا مش عايز اختار، المشكله اني عارف انا عايز مين
_عايز مين قولي
_ واحده مافيش منها اثنين، عمري ما تجرأ ت اني المسها، بخاف عليها حتي مني
لم يري تلك الابتسامه الصفراء علي وجهها و هي نقول
_ و سيباك كده،  يمكن علشان عارفه الكلام ده بتتقل، فيه بنات كده بتحب اللي يفضل يجري وراها
تجرع كأسا آخر و بدء ياسين في الهذيان، فأستغلت دلال و قالت تجذبه ليقف :
_ قوم معايا
بتأفف و غير وعي هتف ياسين :
_ يووه عايزة ايه انتي
و في ركنآ منزوي عن الانظار قالت دلال بأغواء :
_ بحبك يا ياسين و انت مش حاسس بيا
ثم مالت تقبله، لم يصدها او ينهرها، لكن صورتها ظاهره في عقله تبكي و عينيها تعاتبه حزينه، لا يشعر بشئ مما تفعله دلال، بل كل ما يشعر به انه يحتاج أسيل ، أسيل!  هنا
اتسعت عينيه ثم ابعده دلال عنه بتقزز  ، و بخطوات مترنحه رغم انه بدء بأستيعاب ما حوله بتشوش، وقف قبالتها ينظر اليها بتأمل غير مدرك وجودها حقآ ، فا رفع يده ببطئ و حاول ان يلمسها، فابتعدت خطوة للخلف محذرة بغضب:
_ ما تلمسنيش
توقفت يده في الهواء و عينيه تنظر اليها بضعف،  بينما بكره واضح بعينيها :
_ انت اي يا أخي، ماعندكش ضمير او احساس، طب حتي ازعل شويه او اتأثر،  ازاي قادر تكون ممثل شاطر كده، تبقي معايا رافض بعدي و من ورايا بتخوني ، ازاي ماكنتش شايفه وشك الحقيقي
فتح فمه ليقول اي شئ، لكن لم يسعفه عقله التائه، و قلبه يوجعه من كلامها و تلك النظرة التي كان يخشي ان تصل اليها أسيل بسببه.
انسابت عبراتها رغم انها ارادت ان تظهر قويه، لكن صعوبة الوضع لم تتحمله، لكنها قوية بدليل انها واقفه امامه بقوة رافضه الخيانه، رافضه و جوده المزيف.
_ انا ندمانه علي كل لحظه حبيتك فيها، قلبي واجعني علي اللي عملته فيه و اني اسمحلك تستهتر بيا و بمشاعري بالشكل ده
مسحت بكفها وجهها بعنف مشيرة عليه بأشمئزاز :
_ لكني استاهل،  ليه سكت علي نزواتك، ليه ارضي اني ماكنش رقم واحد و الوحيده في حياتك
ثم صرخت بقهر باكي :
_ ليبيه احب واحد زيك خاين،  ليييه
علا بكائها و فقدت السيطرة علي انفعالها، و هو كا التمثال الحجري، متجمد مكانه قاضبا جبينه ينظر لحالتها التي وصلت اليه بسببها دون ان يستطع ان يفعل اي شئ، رأها تتحرك اتجاه سيارتها التي تحركت بها حتي اختفت عن انظاره،  جلس علي الارض الصلبه اسفله، واضعا راسه بين كفيه التي تدور به، و بعد لحظات صمت كانت صوت انفاسه المتهدجه و التي توحي انه يبكي،  و ان يبكي رجل يعني انه يتألم بشده و لكنه ايضا جرح قلب لا ذنب له سوي انه احبه.
. .. . .. . ..

للهوي رأي آخر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن