الثلاثون

2.3K 101 12
                                    

اذكروا الله
..............
بعينين جامدتين،وجسد متخشب، كانت فيروز الجالسه علي إحدي مقاعد المشفي المقابله للغرفة العمليات المتواجد بها قاسم.
لا تعرف فيروز كم استغرقت من الوقت لتصل الي هنا،بعد ما طلب أحد الحراس مقابلتها، وقابلته بأستغراب، وبتردد كبير كان ظاهر عليه وقلق وخوف،أخبرها بحادثة السيد قاسم، وأنه بالمشفي في حالة خطره، وبآليه تحركت معه تحت حماية الحراسة المتبقيه،ينفذون اؤامر سيدهم حتي في غيابه، مدركين أهمية تلك الفتاة لديه.
شعرت بجلوس احدهم بجوارها، كانت فتاة مقاربة لعمرها او أكبر بقليل، وجهها خالي من اي مستحضرات تجميل، فا بدت اكثر رقه وهشاشة، التقت بعينيها و ببسمه لا تري قالت الفتاه:
_عمري مافكرت اتقدم خطوة واحده بس إليه، لكني اتفاجات بنفسي بجري لهنا اطمن عليه
ثم نظرت اليها قليلا وبتعاطف أكملت:
_شكلك برئ اوي،لكنك مش ضعيفه،حتي لو وقعتي بتحاولي تقفي، مش أي ست هاتعرف تحرك قلب قاسم عمران
التمعت عينين فيروز، شعرت بهويتها، بشئ مشترك بينها وبين قاسم،بحزن مرتسم علي ملامحها،بقلق حتي لو استطاعت ان تخفيه، وبخفوت تسائلت فيروز بحيره:
_ليه انا مش عارفه اعيط، مخنوقة اوي
_قلبك وجعك؟!
_قلبي بيبكي وعيوني لا
بألم مرتسم علي ملامحها وبرنة صوتها قالت دهب:
_وهو العشق ايه غير بُكا
خرجت أنفاس فيروز ثقيلة وهي تهتف لها:
_مش عايزة اخسره، عمري ماقولتها،كنت مجروحه

_ حاسه بالجواكي، إن شاء الله يبقي كويس
_أنتي دهب؟!
كان تأكيد اكثر من سؤال،وكانت جوابها قبل أن تغادر:
_ياريت ده يكون اول سر بينا

ثم تركتها بمفردها، ولحظات وخرج قاسم من غرفة العمليات ، شهقة فيروز واضعه يدها علي فمها، وقد ارتعش جسدها دفعة واحده،راسه مضمدة بالشاش الطبي،يده في جبيرة ليتلئم كسرها،صدرة ايضا يحاوطه الضاغط الطبي،ومحلول معلق بيده، يحركونه بالناقل الطبي لاحدي غرف الرعايه المركزة، تتبعته حتي تحرك من امامها، وقد تحررت عبراتها أخيرآ،وشهقة كانت تخرج من فمها ولكن كتمتها بيدها، استدارت لصوت الطبيب من خلفها الذي تحدث بعملية:
_الحادثه مش بسيطه ابدا،ارتجاج في المخ مع كسر باليد اليمني، وكسر بأحد ضلوع صدره، غير الكدمات المتفرقه،حاليا هايدخل العنايه للاطمئنان عليه اكثر ويكون تحت الملاحظه.
لم تتحملها قدميها فا استندت علي الحائط من خلفها،وبخوف لاول مرة تشعر به اتجاه،ورعب من الفقد،شعرت ان الارض تهتز من تحتها.
. . . ....................

رآته يخرج من سيارته مهرولآ لداخل المشفي،فااستدارت دهب عنه، ومر بمسافه قريبه حدا منها، لكنه لم ينتبه لشئ سوي لصديقه الذي علم منذ دقائق بحادثته،توقفت دهب تنظر اليه وهو متجها للاستعلامات، وبصوتا قلق كان يستائل عن غرفة قاسم، وبخطوات واسعه اتجه المصعد وضغط علي الزر بصبر نافذ، حتي اغلق باب المصعد وحجب رؤيته عن عينيها.
اشتاقت ولاتنكر،قلبها يتألم دون مكابره،دهب التي لم تخطو خطوة واحده دون ان تدرسها وتخطط اليها،كان اولي تعثراتها هو حبها لذلك الرجل،لا يشبه اي من الرجال، هو يشبه نفسه فحسب،قد عاشت معه فترة قصيرة للغايه، ورغم ماحدث بينهما والمشاحنات، كان دائما الطرف المبادر والمسيطر علي انفعالاته،كلماته الرقيقه مازالت تتردد بأذنيها، مواقفه معها، لمسته،وعبثه.
اخفضت عينيها ارضآ،وتلك الضربه القاتلة التي انهت ذلك الصراع،وكانت الفاصلة بتلك العلاقه، إمرأه،في حياة والدته وحياتها،والدتها وعلاقتها الغير مشرفه بوالده، و زوجته، الزوجه الاخري لموسي رشيد، ربما تكون هي الاولي او الثانيه، لكنها ابدا لن تقبل ان تكون في وضع كهذا، لن تتحمل، ولن ترضي،كيف تتقبل خيانته هذه المرة، ياللسخريه، دهب تكون لرجل مناصفة مع إمرأه أخري!
......................
_ميسون انتي هنا من امتي
ابتسمت له ميسون قائله :
_من نص ساعه تقريبا
تحدث ياسين وهو يشير اليه بالدخول لمكتبه:
_ليه ماتصلتيش بيا
بابتسامه رقيقه اجابته:
_من أولها كده هاستخدم واسطه،معلش انا بحب امشي قانوني
ضحك ياسين علي دعابتها،جلس خلف مكتبه،فاتأملته مرة أخري،كان وسيم حدا بحلته الرسميه،يليق بمكتبه،يشبه هؤلاء الشاب التي تظهر صورهم علي مجلات الاعلانات،ذقنه طالت قليلا عن آخر مقابله بينهما، والتي من وقتها لم تستطع ان تتوقف عن التفكير به، رغم انها لم تحبذ ان تتخذ الكذب وسيله للتقرب منه، وانها بالفعل  لا تحتاج لعمل،لكنها كانت الوسيلة الاقرب لتكون بقرية بسببا وجيهآ، دون ان يلاحظ ذلك الاعجاب الواضح من طرفها.
_معاكي لغات مش كده
اومات براسها بالايجاب،فقال ياسين:
_خلاص هاتكوني المترجمة بتاعتي، عندي شغل مع شركات في أوكرانيا وكنت بالفعل هاطلب مترجم،صحيح بتعرفي اوكراني ولالا؟
_(انت اوسم رجل قابلته في حياتي)
قالتها ميسون باللغه الاوكرانية،انتبه اليها ياسين للحظه، ثم قهقة ضاحكآ قائلا:
_اه بتستغلي اني مش بعرف اوكراني يعني،ماشي ياستي اطمنت انا كده
اشاحت بوجهها ببحرج،وحمدت الله علي انه لم يفهم كلماتها.
تسائل ياسين:
_ها تحبي تبدئي من امتي
_من دلوقتي لو ينفع
مد يده اليها بملف قائلا :
_وانا مش هاكسفك، انا فعلا محتاج ترجمة الملف ده ضروري، وبما ان لسه مالكيش مكتب، هاتشتغلي هنا لو مش هايضايقك

للهوي رأي آخر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن