صلوا علي النبي 💞
............
مر يومان وحالت قاسم اصبحت مستقره،يستيقظ للحظات ثم يغيب عن الوعي في اوقات متفرقه، وهي ما زالت بجانبه، حتي موسي لم يغادر مطلقآ، لكنه عمل علي راحتها بمكوثها بغرفه خاصه بها لترتاح قليلا، لكنها كانت نادرا ما تغيب عن غرفة قاسم، بعد ما انتهت فيروز من تبديل ملابسها بأخري جلبتها لها أسيل، خرجت متوجهه لغرفة قاسم، الذي لازمته اليومين الماضيين، قابلت موسي الذي خرج للتو من غرفته، لم يفارقه هو ايضا، كان يتابع اي تطور لحالته مع الاطباء باهتمام شديد،يبدو انه تربطهم صداقة قويه، ولجهلها لحياة قاسم لم تعلم به او حتي تنتبه لأسمه،
راته يومئ لها برأسه فابادلته التحيه، ودخلت لغرفة قاسم.
كان ساكنآ علي حالته، اقتربت منه و بأحدي المناشف الصغير كانت تمسح علي جبهته ووجنتيه بلطف، ثم قالت بخفوت كما اعتادت ان تحدثه:
_النهارده اليوم الثالث، وانت لسه ماصحتش، الدكاترة بيقولو انك بتصحي تقول إسمي وتنام تاني
تنهدت بيأس و أخفضت رأسها و المنشفه بيدها تخبره:
_عمي كلمني، بيجي بس يطمن ويمشي، مش عارفه يطمن عليا ولا عليك،لكنه زعلان وظاهر ده في عنيه، تفتكر ممكن يسامحني،عمي كان اول حد يمد لي إيده من غير اي مقابل
بللت المنشفه و عادت تمسح به علي وجهه وجبينه و فوق عينيه، ثبتت يدها للحظات،وتمنت ان يفتح عينيه الخضراوين الخطيرتين و ينظر اليها، يخبرها ان كل شئ سيكون علي ما يرام.
كانت تحدثه كما اخبرها الطبيب ان تفعل حتي تنشط ذاكرته ويستعيد تركيزة ،تقول ما يجول بخاطرها، تخبره بما تفكر به بعشوائيه دون ان ترتب اي حديث.
_أول مرة شوفتك ماكنش يوم ماخبطتني، كان يوم الحفله، شدتني من إيدي و طلعتني السما، عنيك بسحر غريب حاوطتني ،جريت منك،لكنك لاقيتني، في كل مرة بشوفك كنت بهرب منك، لحد يوم ما استسلمت،و كلمت عمي وطلب نأجل الكلام، لوكان سألني كنت هاقوله موافقه، موافقه علي راجل غريب عمري ما حلمت اتجوز حد يشبه، محاوطاه هيبه وقوه، ولما بيبصلي بتخطف..بهمس اختلط بقلق و خوفآ من تلك المشاعر التي تحتاجها كل ماتكون معه بمفردها فقالت وكأنها تفكر بصوتا عالي:
تفتكر الي جاي علقم.. ولا شهد، هاتخذلني يا قاسم؟!
وجدته يفتح عينيه، و قد استعاد إدراكه من قبل دخول موسي، لكنه أراد ان ينعم بقربها وأهتمامها الذي حكي عنه صديقه، أرادها تتصرف باريحيه دون ان تترقب افعاله بقلق، كان مستمتع بحديثها، غير مصدقا ان تلك الكلمات موجهه إليه، من حظه انها كانت شارده بحديثها ولم تنتبه لصدرة الذي ازدادت ضرباته من كلماتها المؤثره، حتي سكتت، وقتها ادرك انه يجب عليه ان يطمئنها، اصطدمت عينيها بعينيه فجاءه، فانتظرت ان يغفو كما اعتادت، لكنه لم يفعل، وأعينهم في تشابك غريب متصله،، لا يحيد بعينيه عنها ولا هي تخفض عينيه كا كل مرة، حتي شهقت فجاءه واضعه يدها علي فمها بصدمه،و قبل ان تتحرك مسك يده بقوة مناسبه لوضعه الحالي ورفع راسه قليلا، بخفوت أشبه برجاء قال:
_مش هاخذلك،اوعدك، بس خليكي جمبي
نظرت ليده ثم اليه،تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها، هل استمع لكل شئ، تسائلت بتلعثم وارتباك
_انت صاحي من امتي
عاد برأسه علي الوساده وبهدوء قال وهو مازال متمسك بيدها خوفا من ان تهرب كعادتها:
_من او ما دخلتي
اتسعت عينيها، فا ضحك وقال بصراحة:
_كنت عايز تفضلي جمبي من غير ما تهربي
أنت تقرأ
للهوي رأي آخر /سارة حسن
Romanceلم يكن للهوي وجود في حضرت سطوته، كأنه شخصية مزدوجه متناقضة لم تفهمها. لم يخدعها برقته و احتواءه، لكنه ايضا لم يخبرها بجانبه المظلم ، الذي ما ان ظهر للسطح تغير كل شئ. وفي لحظه فاصله... اصبح للهوي رأي آخر سارة حسن ديسمبر ٢٠٢٢