لا اله الا الله
.......................
خرجت أسيل من غرفة والدها بعد ما تأكدت من نومة، وقد حل عليها التعب من صعوبة اليوم وخوفها علي والدها وما عاشته خلال الدقائق التي آتت فيها للمشفي وبشاعة الصور في عقلها و انقباض قلبها لفقدانه،جلست علي الكرسي المقابل لغرفة والدها دون ان تدري بالضبط ماذا تنتظر، لكنها ترغب في وحده، لحظات بينها وبين نفسها دون تدخل من أحد، مسحت علي وجهها واغمضت عينيها لثواني و دمعتين صامتتين انسلوا من جانبي عينيها وصوتآ خافتآ بجوارها ينادي بأسمها، فتحت عينيها والتفتت برأسها اليه، نظرت اليه للحظات ثم عادت بوجهها عنه، ضم ياسين شفتيه ثم قال مقتربآ منها اكثر :
_ أسيل مش عايز اشوفك كده، انا سألت الدكتور و طمني
لم تجيبه ولكنها تنفست بعمق ثم قالت :
_ لو سمحت عايزة اكون لوحدي
قضب جبينه وبرفض اجابها بصوتآ جادآ:
_ مش هاسيبك لوحدك ياأسيل ،لو عايزة تعملي اي حاجه اعمليها بس و انا معاكي
حركت راسها بالرفض وبعتاب قالت :
_ انت فعلا معايا يا ياسين
صمت للحظه وقال بعد ما اعتدل عنها :
_ يمكن انشغلت شويه في الشغل لكن ده مايقولش اني مش معاكي
تنهدت وبخفوت تمتمت :
_ ياريتك فعلا تكون كده
_ أسيل انتي نفسك تعملي ايه دلوقتي
كان سؤاله بغرض ان يهدئها و يريحها و لكنه تفاجئ بأجابتها
_ مش حاسه اني قادرة اتكلم وعايزة انام علشان ما افكرش
مسك يدها بكفه ووضعها علي فخذه و بحنو قال :
_ ماتتكلميش هاتكلم انا، ومش هاتروحي غير لما اطمن عليكي
نظرت له فا مسح علي وجنتها مبتسما :
_ بكرة ابوكي اللي جوا ده يطلع عيني علشان يسيبك ليا، ماافتكرش هايسيبك ليا بسهوله
رفعت احدي حاجبيها فأكمل ياسين مسترسلا مداعبآ:
_ و عنده حق انا لو عندي بنت زيك مش هاجوزها لحد اصلا
ابتسمت أسيل بتعب ثم أرتاحت برأسها للخلف فقال :
_ ارتاحي شوية ونمشي........... ...
انتي هنا واقفه بتسبلي وعمك بيموت جوا يا وش االمصايب
انتفضت فيروز علي اثر تلك الكلمات وصوت نازلي العالي التي ظهرت من فجاءه من العدم
هدر بها قاسم بغضب :
_ انتي بتكلميها كده ازاي
بغيظ و غضب هتفت بفيروز الصامته الا من صدمتها و شحوب وجهها :
_ انتي وجودك في حياتنا غلط من الاول ، لا انتي شبهنا و لا تعرفي تعيشي حياتنا وعمرك ما تعرفي تكوني واجهه لعيلتنا،
من يوم ما جيتي وكل حاجه بتبوظ، اخدتي أسيل مني و كمال وقف في وشي لاول مره بسببك انتي
ثم اشارت نحو قاسم بسخريه :
_ و أدي الصيده الجديده اهو
_ نازلي
كان صوت قاسم الجهوري بعروقه المنفره كافيآ لجعل كل من فيروز و ناززلي ينتفضن مكانهن من قوته، مشيرا نحوها بأصبعه محذرا
_ لما تيجي تتكلمي معاها تتكلمي كويس وتحسبي كلامك الف مرة قبل ما تقوليه، ولو كنت ممكن اتغاضي عن حقي علشان خاطر كمال فا اللي يخص فيروز انا ما بعديهوش
رغم رهبتها منه ومن غضبه الا انها لوحت بيدها هادره :
_لو عايزها خدها بالسلامه وبكرة تفتكر كلامي ده، ان البنت دي ممثله ووش الملاك والغلب اللي علي وشها ده علشان بس توقع بيه اللي قدامها، بيئتها كده ودي تربيتها ،
من قبلك صدقها كمال وأسيل والله اعلم قبل ما تظهر في في وسطنا كانت بتعمل ايه كمان
وضعت فيروز يدها علي فمها وجرت الدموع علي وجهها ونظرها يدور بين نازل و قاسم نافيه عن نفسها ما يتلقي عليه زورآ و ظلمآ
اقترب قاسم من نازلي بخطوات بطيئه وعينيه وكأنها تحولت لكتلتين من النيران وسط غاباته الخضراء ووجه المشدود المحتد الذي يبدو و كأنه يود لكم من امامه حتي تلفظ انفاسها الاخير
بغضب وبأنفعال مسكها من يدها حتي كاد ان ينكسر بين يده وبصوتآ مميت :
_ كلامك ده لو راجل اللي قاله قدامي هاقسمه نصين من غير ما أرمش بعيني ، لكن بما انك ست فا مش هاتفلتي من عقاب وعقاب يحسرك كمان
تملمت نازلي وبخوف ظهر علي محاياها تسائلت بتردد وحذر
_ يعني ايه
_ آخر شغل بينا كان الوسيط كمال ببالتوكيل اللي عملاه له، دفعتي نصيبك في الصفقه ١٠ مليون، مابقاش قاسم عمران لو شوفتي منهم جنيه
شهقت نازلي وحركت راسها رافضه بينهما شدد قاسم علي حروفه
_ كلامك يبقي بحساب تشوفيها تبصي في الارض، اللي عملته ده مايجيش حاجه جمب اللي بيدور في دماغي بس علشان انتي ست كبيرة يدوبك تتأدبي بالخسارة دي
ثم أشار بأصبعه السبابه محذرآ :
_ و إياكي تيجي علي طريقها مرة تانيه
ثم نفض يده عنها بنفور بين علي ملامحه، وصوت اسيل من خلفهم تتسائل من تجمعهم المفاجئ و الجو المشحون من حولهما، اتجهت الي فيروز الباكية ممسكه بأحدي كتفيها بقلق:
_ فيروز ايه حصل
وعينين فيروز ثابته علي وجه قاسم الناظر اليها بهدوء، ونازلي التي اسرعت الداخل بعيدا عن عينين قاسم، تدخل ياسين كاسرا الصمت المذبذب :
_ تحركوا واحنا هانبقي وراكم
قالت اسيل وهي متشبثه بيد فيروز :
_ انا مش هاسيب فيروز
هتف قاسم بحنق وضيق لم يغادرة بعد :
_ روحي مع ياسين يا أسيل
كادت تعارضه فا جذبها ياسين لسيارته بعد ما ان راي بعينيه رغبة قاسم بالانفراد مع فيروز
أنت تقرأ
للهوي رأي آخر /سارة حسن
Romanceلم يكن للهوي وجود في حضرت سطوته، كأنه شخصية مزدوجه متناقضة لم تفهمها. لم يخدعها برقته و احتواءه، لكنه ايضا لم يخبرها بجانبه المظلم ، الذي ما ان ظهر للسطح تغير كل شئ. وفي لحظه فاصله... اصبح للهوي رأي آخر سارة حسن ديسمبر ٢٠٢٢