متى ينهار العالم في نظرك؟ بقنبلة ما أو بمرض متسلل
سارق للأجساد ، كلا لاأتحدث عن هذه الأمور البديهية
المرئية أنا أتحدث عن كارثة مأساوية أكثر فتكا حتى من
الحروب ،ينهار حينما تسقط الملامح الزائفة فتكتشف
للمرة الأولى أن الإبتسام لا يعني السعادة دائما، و تعرف
أن الدموع التي تأخذها على انها ميثاق الصدق قد تكون
كاذبة، حين يسحب الواقع ثوب مثالياتك الوردي ليتعرى
قبحها وتتضح ندوب النقص ويعتريك الحزن على
الفوضى التي ستجبر على ترتيبها فوضى المشاعر
والعلاقات فوضى القرارات والعواقب ،ينهار العالم
ياعزيزي حينما تفهم أن توقعاتك ضرب من الوهم لا
الحقيقة .
لازلت أتذكر جيدا تلك القصة التي دسها كبارنا في آذاننا
حينما كنا براعم بشرية إستغلوا حقيقة أننا دفاتر فارغة
قابلة لتدوين ليخلدوا فيها أفكارهم كما لو كنا فرصتهم
الأخيرة لإنجاز مافشلوا فيه ...،دائما ما نلتف حول موقد
الحطب الصدأ نتسول بقربه الدفئ وبصيغة فطرية
تستشعر أذرع البالغين حاجتنا له فتحضننا وتضمنا إلى
صدورهم لنسمع دقات قلوبهم التي تدق متحمسة كالطبل
في المهرجان كلما هموا ليسردوا لنا أسطورة القدرات تلك .
جدي الذي إحتلت جيوش الشيب لحيته المنسدلة وعبث
خريف العمر بشعيرات رأسه فأوقعها هو الذي يتصدر
طليعة الراوينا لتلك الأساطير التي نعشقها فيشبك
أصابعه ويثبتها على ركبته ويبدأ سرده بصوته الخشن ذا
صدى البحة قائلا:
أنت تقرأ
الخيال الذهبي
Fantasyهذه قصة منقذكم أحذب الضمير مفقوع البصيرة جرئ اللسان ، أتى كريمكم الذي سيهدر آخر أيامه لإنقاذ أول أيامكم في هذه الحياة ،العالم القاسي الذي طحن أحلامي وذرها رمادا أمام قبر كرامتي ،أتيته منتقما و إني لمنقذكم فمجدوني .