جزء 3

198 78 24
                                    

تتسع أعيننا التي اغمضها الفقر ونعض أصابعنا شهوة

لأحلامنا، من ثم نفترش الأرض الصلبة و نتوسد خيالنا

اللين ، فهو كان المنجي و الأمل و الهدف .

صباح كل يوم ننهض بمعدة خاوية ندق أبواب الجيرة هل

من خبز نسمن به الدجاج ؟ بالتأكيد لن نخبرهم أن والدي

أنفق أجرة يومه لشراء حبة برتقال، ولن نخبرهم أن

حجم تلك الحبة يستحقر جهده ، سعر تلك الصغيرة

يضاهي جروح يديه وثقب ثوبه وسواد تحت عينيه

وعبوس شفتيه وإنحناء ظهره لا لن نخبرهم أبدا أننا

جياع فالفقر عار كما قال جدي ملتحي الشيب مرتدي

معطف الحكمة . السنوات إنقضت كرشفة ماء في

صحراء شديدة الحر، شربنا ولزلنا ضمئانين و في لحظة

إدراك فهمت أن من إنقضى لم يكن همي بل عمري. إننا

لنقضي طفولتنا محاولين إبقاء هذا الجسد الضئيل هزيل

الأطرف حيا ، إطعامه بما يكفي ليكبر بصحة جيدة وما

إن يبلغ نضجه حتى نرهقه بما يكفي لرعاية أجساد

صغيرة أخرى وجب عليها النمو لتكمل سلسلة الكد

والهلاك، بعدها لن تفهم شئ حتى تبصق المرآة في

وجهك قائلة يال بشاعة العجوز الذي أنفق عمره ليشيخ

هاقد بلغت مبتغاك ماذا الآن؟

ستدرك حينها أفضع شعور قد يمر على بني آدم وبنات

حواء ....الفراغ .

خطأنا أننا لا نعيش من أجل العيش بل من أجل البقاء

أحياء ،لذا ها أنا ذا منقذكم أحذب الضمير مفقوع

البصيرة جرئ اللسان أتى كريمكم الذي سيهدر آخر أيامه

لإنقاذ أول أيامكم في هذه الحياة ،العالم القاسي الذي

طحن أحلامي وذرها رمادا أمام قبر كرامتي ،أتيته

منتقما و إني لمنقذكم فمجدوني .

الخيال الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن