جزء 5

54 44 9
                                    

القائد : (بعد أن تثائب )نعم مضحك جدا (أمسك رمحه

البرونزي المائل للإحمرار مهترأ الجوانب مد ساقه للخلف

متراجعا بضع خطوات  حينها  أخذا شهيقا سرق به كل

ذرة هواء وجدت في الساحة أتبعه زفير صنع عزفا كالناي

المنذر بالشؤم  وبذراعه الضخمة المتصلبة رماه  صوب

الفتاة التي كانت تبعد أمتارا تتوسط الحشود في المدرج

الخامس ثم صرخ حتى إهتزت الصدور و إرتجف

الحضور  )أغرب أيها الشيطان .

إنغرس الرمح بدقة عالية في الهدف  هتف فيلصوفيا

الذي كان يحتمي بالمقعد الصخري في المدرج الثالث:

أصبتها ياسيدي!! عاش البطل عاش البط...قاطعت

الصدمة فحو حماسته وأطبق الرعب على لسانه ،فلا أثر

لها عدا صوتها الذي باشر يضخ الرعب من  اللامكان

منتشرا صداه في كل شبر من المسرح  حتى ظهرت

محلقة بأجنحة ذهبية عملاقة حجبت الشمس   وهمت قائلة .

الأذرع ينبغي أن تكون قوية، محشوة بالخبث

والمكر، متربية على يد الغرور و الطاعة، ترتدي الجمال

وتتفاخر بالقبح الذي تصنعه  (مشيرة إلى نفسها)  ،لذا أيها

البشري هل تبدوا لك أي من الأجساد الضئيلة الهزيلة

الجبانة الضعيفة الغبية خلفك (مشيرة إلى الأطفال الذين

يصرون على إعدامهم)تشمل أيا من الشروط التي ذكرتها؟

القائد( بنبرة ساخرة)أوه شيطان يريد إنقاذ الأطفال يال التقى.

الفتاة : محق يال الغرابة حتى أنا لاأستطيع تصديق

نفسي. (تختفي و تظهر جالست في  المقعد المخصص

لكبار الشخصيات تمدد جسدها قليلا تلمح  إلى مدى

شعورها بالملل من ثم تضع ساقها اليمنى على اليسرى 

تسند  خدها بيدها  محدقة بغرور  وأنفها في علوه

يناطح السحاب) .

الفتاة : إذا ياسيد العدل طبق عدلك على هذا الصبي أيضا 

(مشيرة إلى الصبي الذي يقف على بعد خطوات منها ) مع

هذه الهشاشة جاذبة الشياطين  ومتانة قوامه ولمعة ذهبي في عينيه  يتوفر على

كل الشروط بخلاف الأطفال الذين تصر على إعدامهم،

رغم ذلك  لن تقتله!؟ .

(الفتى بصحة وقوام مشدود  بنيته تعود لصبي في 14  رغم أنه تجاوز الثلاثين ,قصير  الشعر مقتلع من جذوره عند جانبي رأسه  ،داكن البشرة غليظ الشفاه كبير  الأنف  ) .

القائد:(يدق على صدره بفخر كما لو كان طبلا ) انا هنا

القضية  و القاضي والجلاد، حينما أقول أن هذا الغلام

تابعي فأذيته ماهي إلا تعدي على العدالة .

الفتاة:(بتأسف ) أوووه يبدوا أن سيد العدالة ليس

عادلاً  يصعب إستثناء في تطبيق العدالة لأنه إبنه ،حسنا لنلعب لعبتك( تقف متجهة نحو الصبي  وقد

زاد  صوتها  حدة وشدة حتى غدى يصم الأذان ) أنا هنا

الجرم والمجرم والجريمة، وكل أطفال الأرض تحت

حصانتي وأي تعدي عليهم ماهو إلا إنتهاك لحقك في

العيش،(تخفض صوتها و تهمس في أذن الصبي الذي

إنتصبت خلفه لكن حتى  همسها كان قوي إلى الحد الذي

إستوطن مسامع  القائد )

الخيال الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن