جزء 2

39 34 1
                                    

أوقعت حقيبتها الحمراء الجلدية الضخمة قديمة الطراز و

إرتكبت جريمة في حق الموضة حينما رفعتها عن الأرض

تنفض عنها الغبار كما لو كانت شئ ذا قيمة ، رجاء

إرحميني مكان تلك الأثرية في المقبرة مع جدي جدي و

أبائهم ،راقبتها منتظرا تلك اللحظة التي يسقط فيها قناع

ملامحها البريئة فنظراتي كانت أكثر إشمئزازا من نظرات

المرأة لضرتها ، هيا مجرمتي دعيني أرى تجاعيد الرعب

واللإرتباك ، أخيرا أسدل الستار ياسادة فعجوز الجريمة

خطت بضع إنشات قبالتي بحذر ثم رفعت رأسها الصغير

ذاك كما لو كان حبة جوز ونطقت قائلة: شبان هذه الأيام

غير مفهومين أبدا ،الجو جميل لما لاتستمتع بيومك بعيدا عني.

الجو جميل !!! من لازال يستعمل عذرا كهذا يبدوا أني

أتعامل مع سيدة من الطراز القديم ،نزعت قفازي و

سحبت سكينها.

ليل : نحن شريكان في الجريمة الآن ،تركت بصماتي على سكينك اللطيف ماذا قتلتي به نملة أم دعسوقة (لمحت تلك القطعة المعدنية الصغيرة المثبتة في منتصف حلقات سوارها الفضي الواسع كان منقوش فيه ...)

ليل: ما..ر..يا ، ماريا لنعقد صفقة .

ماريا : ( جحضت عيناها كما لو كنت خنقتها بيديا بينما

هما بريئتان ، و إنهمرت قطرات عرق من جبينها المجعد

الواسع تمسح الطبقات المكدسة من مساحيق التجميل

صانعة خنادق عمودية مترهلة متشققة كشفاهها ، و

بينما كنت غارقا في بشاعة التفاصيل أخرجت هي

سكينها للعيان وأشارت به إلي) كما قلت بإمكانك السير

بعيدا والعيش هناك حيث لا أراك ولا تراني .

ليل: (بدت جادة للغاية حتى أن العروق التي إنتصبت ت

طوق رقبتها كانت أسوأ من الخاصة بأمي لذا رفعت يديا

فحياتي عزيزة بخلاف مجانين حماة الوطن ) مجرمنا

عدواني أستسلم سأبتعد سأدعي أني لم أرك يا ماريا ....

( صمت كلانا ثم أذنت لنفسي بأخذ خطوات لم أعدها

للخلف ما إن شعرت أني صنعت مسافة آمنة بيننا أدرت

ظهري ناحيتها وسرت بطريقة طبيعية مبتعدا )

بعد بضع ساعات ها أنا ذا أحتسي قهوة رائعة الطعم هنا

مع خبز أشهى حتى من خبز البيت فلا أجد أي شعرة من

شعرات جميلة ولا إضافات الملح و التوابل الخاصة

بأبي والألذ من هذا كله منظر السيدة التي ترتجف

قبالتي لا أفهم إن كان هذا من صنيع الغضب أو ربما البرد.

ليل:(يجلس على حافة كرسي مكسور ) هل تشعرين بالبرد

ماريا ،بإمكاني إحضار معطفك من بيتك مقابل أن تدفعي

لي أكثر مما دفعه لي(مشيرا بإبهامه إلى الخلف حيث

يجلس شرطي في مكتبه يقلب السجلات عجوزا مع اعوجاج بادي  على ظهره ) .

الخيال الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن