من منا الشيطان1

66 46 4
                                    


تفشى الرعب بين الحشود وهرعت السيقان قاصدت

إيجاد أطفالها و إخفائها قبل أن تبلغهم أيادي الجلادين ،

أزقة الأحياء  الصخرية الضيقة غدت مضمار سباق الموت

والحياة فهذا فاتح لباب بيته بقوة راكضا لأطفاله وذاك

يحمل صغيره فارا للجبال وتلك تخفي صبيانها تحت

عمامتها السوداء المنسدلة متجهة لأقرب ملجأ،التدافع بلغ

أوجه و الصغير وقار  يتوسط الفوضى متأملا المأساة

بهدوء  ، الأطفال مستهدفون أول ما فكر به أنه لاعودة

للمنزل بدون أخاه ، أمه ذات الوجه الغاضب والعروق

البارزة المتصلبة  بالنسبة له أكثر إخافة من أولائك الرجال

غزيرو اللحية ضخام العضلات عديموا الرحمة باتروا الأعناق.

إرتعشت أقدامه  النحيلة الحافية متورمة الأصابع كعربة

تسلك طريقا وعرا تهتز شمالا وجنوبا   وإرتحل فكره على

متنها تسوقه خيول الجزع غارقا في فوضى اللحظة حتى

أفاقته جلبة  الناس الذين يركضون بإتجاه واحد يجرون

بعضهم متبادلين ملامح الوجس والحيرة   .تتبع ممشاهم

عبر ذلك الشارع الواسع  الذي يمتلئ طرفيه  في الأيام

العادية بالتجار مناضد لبيع الحلي والأقمشة نادرة الألوان

متعددة الملمس خضر وفواكه تبعث ريحا طيبة جيئت

من بقاع بعيدة أدوية وأعشاب  مصفوفة على سجادة بنية

أثرية،  يتربع على طرفها الأيسر عجوز أسود البشرة

أبيض أشعث الشعر خفيف شعيرات  الذقن  بارز عضام

الصدر، كتب في عقده كلمة حكيم وكل حركاته  تترجم

المعنى الحرفي لرزانة، و مشترين يضخون في قلب 

الشارع   الحياة  ،إلا أنه في هذا اليوم المشؤوم أستبدلت

نداءات البائعين بهمسات المتسائلين :ماذا سيحدث

للأطفال؟ أينوون قتلهم حقا؟.

الخيال الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن