أنا ليل

49 36 2
                                    

أنا ليل......

أنا ليل مواليد الثامن من تموز شاب في السابع والعشرين   يقال أن لدي وجها طفوليا

أكثر من كونه وسيما لذلك أغطيه بلحيتي الداكنة

المنحوتة مع خط فكي مع  شاربين رقيقين طويلا

الطرفين ، كل هذا  لأني أريد من شكلي أن يكون ورقتي

الرابحة في الصفقات  ،  أعشق النساء الثريات مهما كنا

سمينات أو بشعات لأني أؤمن أن الجمال ليس في الوجه

بل الداخل وحينما أقول ذلك فأنا أقصد ماداخل الجيب ......

أنا على متن القطار في طريقي إلى الديار بعد أربع

سنوات من الغياب جنيت فيها الكثير من المال لكن يال

الأسف لم أحضر أي هدايا  لأني أنفقته في شراء جوارب

القطن وبعض الملابس الصوفية و دفع تكاليف رحلة

بحرية.....وبسبب حقيبة لامعة جميلة  وصلت لمرحلة

الإفلاس لذلك أجبرت على العودة   لا تعتقد أبدا  أن

السبب هو  إشتياقي لكم أو  ماشابه، سأعمل مزارعا لشهر

أو إثنان ثم أصطاد سمكة ثرية ما وأهرب مجددا لحياة

البرجوازيين ....صفر القطار معلنا عن وصوله إلى محطة

مبارك مشتتا خططي التي كنت أدونها في دفتري  الصغير

دائري الشكل أصفر الصفحات جلدي الغلاف إقتنيته

خصيصا لنفسي من صانع تحف مشهور في المملكة

الشرقية ، قايضته بساعة جيب ذهبية الأرقام ولا تسألني

كيف يستوي الذهب مع دفتر جلد سأقول لك أن الصفقة

كانت في كفي تماما ما أردته لم يكن الدفتر بل رقم بريد

صانعة التحف نعم لقد كانت إمرأة جميلة محاطة

بالجواهر والمقتنيات التي سأجني منها كنزي و بالتأكيد

الفتاة وقعت في حبي حسنا لم أسألها بعد لكني وقعت

في حب ممتلكاتها  .

نزلت في تلك المحطة بعد بضع

مناوشات مع خفر القطار أرادو أن أدفع تذكرة لاتتحمل

جيوبي نفقتها،لذلك حملت حقيبة كتفي  المصنوعة من

فرو ثعلب الشمال الأبيض النادر كلفتني ثروة لكن لا بأس

لا أمانع إفلاسي مقابل جمال كهذا،على كل جلت في

المحطة قليلا ثم جبت الأزقة  أبحث عن المشاكل بما أني

محقق فجل ما أفعله بعد سرقة القلوب إلى جانب

الممتلكات هو حل القضايا .

سرت حتى خدش حذائي الكلاسيكي الأسود   ذو

المقدمة  الطويلة ،  و توصلت إلى أن المدينة أكثر مايمكن

وصفها به هي كلمة "متواضعة" ،ليست مبهرجة كما أحب 

تتسلق أعمدت إنارتها بعض نباتات العليق دليلا على

إهمال جانب التنظيم والنظافة من المسؤوليين لذا

بالتأكيد الأمن غائب بمعنى هناك الكثير من الجرائم التي

تختبأ في مكان ما  خاصة قضايا الموت التسلسلي الغريب الذي يقعد هنا ،الشوارع مفروشة بالياجور الأحمر

مربع الشكل لذا مسالكها ليست فوضوية  كما

تصورت ..مهما أدرت رأسي باحثا عن فريسة لا أجد سوى

العجائز اللاتي يبعن الفطائر أو النسوة اللاتي تتسلق

فساتينهن الأطفال الجميع متزوج ولديه قبيلة بالفعل هل

هذا سباق التكاثر أم ماذا  ....  .

وبينما كنت أجلس على أحد مقاعد الإنتظار الحديدية في

المحطة أبحث عن شخص يمكن إصطيادة لاحظت أن

هناك من يراقبني من بعيد ويحتمي بستار الخجل،كانت

إمرأة كهلة في الثامن والثلاثين من العمر تكفن عينها

اليمنى قطعة دونتال أبيض منسدلة من قبعتها البنفسجية

الصغيرة التي تضعها على جانب رأسها لتبرز من الجانب

الآخر شعرها المجعد الأشقر المنفوش متناسق مع فستانها

الساتان الطويل البرتقالي كطلاء أظافرها ،حسنا لم تكن

غنية لتجذبني ، فطلتها أشبه بذلك المعوز الذي يجبر فقره

على الإختباء لكن ماجذبني حقا ذلك السكين الصغير

تحت إبطها الملوث بآثار دم  على الأرجح أنها مسحت

على عجل من طريقة الإزالة الفوضوية يمكنني القول أني

أتعامل مع مجرم مبتدأ و في نفس الوقت قناع الملامح

البريئة مثالي على أن تكون أول تجربة يمر بها مجرمنا .

لذا تقدمت بفرح كما لو كان عيدا .

ليل: (يبتسم مادا يده للمصافحة )مرحبا مجرمنا إدفع لي ثمن تذكرة القطار ولن أقبض عليك .

الخيال الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن