جزء 6

51 40 2
                                    

(تخفض صوتها و تهمس في أذن الصبي الذي

إنتصبت خلفه، لكن حتى  همسها كان قويا إلى الحد الذي

إستوطن مسامع  القائد )

الفتاة: شفق  مالذي تبتغيه ، إتباع دربهم كدمية مأمورة السيادة لها على نفسها؟ إزهاق حياتك فداء لتطلعاتهم ؟ كن طموحا يا شفق العظيم تحرر تمرد على آلين الذي يقودك للهلاك تمرد على العائلة على الأمال على احلامهم التي لم يحققوها ورموها عاتقا عليك .

(يعض شفته  وتغرق  عيونه بالدموع ،تميل الفتاة ناحية

أذنه الأخرى وتواصل )الموتى لايعودون يا شفق  لكن

بإمكانك إنقاذ الأحياء بإمكانك إنقاذ نفسك  إتبعني وسأجعلك بطلهم مخلصهم

ملكهم (تحضن الفتى) موافق؟(يهز رأسه بالإيجاب ،وعلى

عينيه تضع كفها النحيلة الباردة كجثة هامدة  

  ، ذهبية الأظافر  ) إتبعني

وكل شئ سيصبح أجمل من أي خيال ( يتشبث

بكفها   أسندت ذراعه  على كتفها  رفعت رأسه  بكفها لتبعد عنه نظرة الأسى دنى وإستلم وأحنى نفسه عليها يرتجي الخلاص وفي لحظة ما إلتقت عيونه بعيون والده. الشخص الذي كان يراقب المسرحية بإشمئزاز و لا مبالاة ،حينها إنفض شفق هالعا مبعدا نفسه عنها صارخا في رهب :

أغرب أيها الشيطان (قالها بينما يختلس النظر إلى

والده  متسائلا هل مافعلته صواب هز القائد رأسه بأنه

عين اليقين ،بعض الأمور لا تحتاج إلى لغة بضع نظرات

كفيلة بترجمة كل شئ)

الفتاة تراجعت مرتخية الكتفين  عابسة

الشفتين  ثم إنقلبت ملامحها  إلى الجادة بعد أن إنتبهت

إلى الساعة الرملية العملاقة فضية القاعدة زجاجية القمة

زرقاء الزخارف قمحية الرمال و المعلقة في ركن المسرح

الأيسر و باشرت قائلة .

أنظر إلى مافعلت ياسيد العدالة الذي لم يحقق العدالة لإبنته بينما يزعم أن يحققها للبشرية ها أنت ذا ألهيتني
ألهيتني وجعلتني أتأخر  الآن  إبني الصغير قد يموت بسببك لكن لابأس سأستعمل إبنك وحسب حينها .

مدت يديها  عاليا كمن يبتغي معانقة السماء  و في عرض

سحري تلاشت   تناثرت  في طرف عين

لرماد  ذهبي تذره الرياح ودون مقدمات

إنهار المكان  من حولهم في عجل، تلك الأعمدة المتراصة

تلاشت من أعلاها إلى سفلاها إمتد الدمار إلى الجدران

المزينة بالتماثيل والمنحوتات والأعمدة الرقيقة المحفورة

بعناية ، أكاليل الزهور المنسدلة من النوافذ هي الأخرى

إندثرت معلنة فصل الجفاء ، المقاعد الخشبية المريحة

منقوشة مبطنة الأطراف بفراء الماعز القرمزي  متقن الصنع    

إختفى و  برزت حقيقتها الحجرية  وفي  وسط بعثرة

التراب الذهبي الذي ملئ القاعة وأغرق الجمهور  تعالت

صرخات رجل واحد فيلصوفيا ،كان يصرخ يتسول 

النجدة هل من منقذ ياسادة ، ما جعل القائد  يبعثر أفكاره

وينظمها  ماذا عن البقية كيف لهم أن يكونو بهذا الهدوء ،

إختفت الفوضى  ذرة ذرة إلى أن إنعدمت وجودها وبانت 

حقيقة المسرح فاتن الجمال، في الحقيقة ليس سوى

أطلال متهالكة  مهمل حزين و بائس كخارجه تماما.

ألين  :(بعد أن أخذ نظرة تفقدية سريعة على مايحيط به

واضعا يده على ذقنه )إذا فقد خدعتنا أشعر بالعار للوقوع  في أوهام خيالها كل مرة .

فيلصوفيا(إستسلم لدهشته صارخا بعد أن مسح عينيه

عدة مرات ظنا أن الخطب في بصره )لكن أين الحضور

أين الأطفال  أيضا ياسيدي؟!!! هل أ.أكل..هم

الشيطاان؟

القائد:( بنظرات حادة مهددة )كم مرة علي أن أذكر أننا

لانتعامل مع شياطين حقيقية هنا .

فيلصوفيا:رجاء لا تغضب ياسيدي أقسم أن محل بي لحد

الآن كافي لقتلي رعبا أي نظرة أخرى منك وسأغدوا جثة

(جلس معتدلا و أدار رأسه يمينا وشمالا يتفقد الوضع)إذا

نحن الثلاثة فقط الناجون .

القائد :بل الأربعة (مشيرا إلى كتلة الصخور المنهارة  في

الزاوية الذي كان  يحتمي به وقار ) أخرج لن نأكلك أو ماشابه .

الخيال الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن