تعيش الم ..ممالك من.منذ ..قرابة المئتي عام في..رح..رحب السلام .
شردت المعلمة وهي تحدق بمجلد التاريخ ،مقلبة الصفحات قاضبة الحاجبين ثم أبدت غضبها العيانة قائلة
لا لن تعيش في أي سلام بوجود أمثالك ياجهاد،ماتحتاجه الممالك رجال فصيحوا اللسان متينوا العمد ضخام القوام أمثال الحمات الذين إستدعاهم ملكنا للقضاء على آفة القدرات .
إنتفض وقار من مقعده مشيرا لضخامة جسد المعلمة، مبتسما بارز الأنياب قائلا:
أحقا تحتاج فيلة بعقول عصافير .
أغلقت المجلد وثبتت مرفقيها على المكتب شابكة أصابعها ملقية بصرها الغاضب نحو وقار الذي لزال يحدق بها بإبتسامة تحدي ونظرات المجرم المصر على جرمه وهو على مقصبة الإعدام.
نعم قد تكون الفيلة مصنفة في ترتيب متدني في قائمة إحتياجات المملكة ، لكن أتعلم مالثانوي عديم المنفعة ،أن تكون ضئيل الحجم وبعقل عصفور ، قالت ذلك وهي تشيرة إلى هزالة جسد جهاد وبروز عضامه, وأتعلم من الذي يتصدر آخر القائمة أن تكون قامته أقصر من لسانه مشيرة إلى جسد وقار ،على كل أنت معاقب ياجريئ اللسان ،ثم رمت المجلد على وجه وقار الذي لازال يبتسم بفخر حتى بعد أن إرتسمت الحمرة على أنفه المتضرر من قوة إرتطام الجلد به ، أريده مكتوبا محفوظا بعد يومين من الآن .
دموع جهاد الملونة بالحسرة والخزي والغضب لونت مسارا واسعا منحدرا على خديه ،والتي تكفل إبهاما أخيه بمسحهما على طول طريقهما إلى البيت ،وقار الذي فشل في نزع الألم من روح خليله قفز على ظهره بعفوية حاضنا إياه متشبثا به وإبتسم قائلا:
سأحمل همي ،مشيرا إلى حقيبة ظهره المخضرة مهترئة الحواف محتوية المجلد ،لذا إحمل همك ،مشيرا إلى نفسه .
جهاد الذي تغلف عينيه حمرة وشفتيه عبوسا ، فتح فاهه أخيرا إلى أن بانت قواطعه التي تحضن علياها سفلاها كنفس حضن أخيه له ، و حرك لسانه الخجول : إن كان الهم شبيها بك فسأحبه أكثر من أي فرج وسعادة في هذا العالم .
أنت تقرأ
الخيال الذهبي
Fantasyهذه قصة منقذكم أحذب الضمير مفقوع البصيرة جرئ اللسان ، أتى كريمكم الذي سيهدر آخر أيامه لإنقاذ أول أيامكم في هذه الحياة ،العالم القاسي الذي طحن أحلامي وذرها رمادا أمام قبر كرامتي ،أتيته منتقما و إني لمنقذكم فمجدوني .